سان خوسيه.. صراع «كولومبي – إسباني» بأحقية المطالبة بـ «أغنى حطام سفينة في العالم»
غرقت منذ 316 سنة وتحمل 200 طن من الذهب وكانت تقود اسطولا مكون 18سفينه

في واقعة مثيرة مر عليها حوالي 316 عام، كانت السفينة سان خوسيه، وهي سفينة شراعية تابعة للبحرية الإسبانية مكونة من 62 مدفعا، محملة بما يصل إلى 200 طن من الذهب والفضة والأحجار الكريمة غير المصقولة، أبحرت نحو مدينة قرطاجنة الساحلية في كولومبيا، ولسبب غير معروف تعرضت السفينة للغرق في عام 1708، ليتم العثور على محتويات ثمينة بداخل حطامها بعد مرور هذه العقود عليها، وعثر على كنز أثري بقيمة 16 مليار جنيه استرليني، مدفونًا في قبور مائية مع ثلاث من حطام لبعض السفن التي مر عليها عقد من الزمان، في أعماق البحار.
وكانت السفينة سان خوسيه تقود أسطولا مكونا من 18 سفينة، العديد منها محمل بثروات العالم الجديد ومتجهة إلى فرنسا، التي كانت في ذلك الوقت متحالفة مع إسبانيا، لكنها واجهت سربا من خمس سفن حربية بريطانية – أعداء إسبانيا وفرنسا خلال حرب الخلافة الإسبانية، وبعد أكثر من ساعة من القتال، انفجرت السفينة، وغرقت عندما انفجر مخزونها من البارود، وبقية الأسطول الإسباني فروا إلى بر الأمان في ميناء قرطاجنة، ولا تزال المعركة القانونية حول ملكية الذهب والفضة والأحجار الكريمة جارية.
السفينة سان خوسيه
تدعي الحكومة الكولومبية الآن أنها تمتلك حطام سان خوسيه وكل ما يحتوي عليه، وقد أخبر وزير الثقافة خوان ديفيد كوريو بلومبرج مؤخرا أن الرئيس جوستافو بيترو يريد استعادته بحلول نهاية فترة ولايته في عام 2026، وأعلنت كولومبيا في عام 2015 أن الباحثين عثروا على حطام سان خوسيه في موقع مختلف عن المكان الذي ادعت شركة إنقاذ مقرها الولايات المتحدة أنها عثرت على الحطام في عام 1982، وقد أدى ذلك إلى قيام الشركة بتقديم مطالبة بقيمة 10 مليارات دولار، متهمة حكومة كولومبيا بمحاولة تجنب موافقتها على مشاركة نصف أي كنز يتم انتشاله من الحطام.

القضية القانونية لسفينة سان خوسيه الآن قيد التحكيم، وتقول الشركة إن الموقع الجديد قريب من الموقع الذي حددته في عام 1982، ومن المقرر أن تعقد الجلسة الأولى في بوغوتا في ديسمبر، وفقا للباحث دانييل دي نارفايز، ويقول إن النزاع قد يكون أحد أكبر المشكلات التي تواجهها الحكومة بشأن سان خوسيه، ويرجع ذلك جزئيا إلى أن أي حكم قانوني سيظل قائما، حتى لو لم يتم استرداد كنوز الحطام أبدا، ومع ذلك، لا ينطبق القانون على حطام سان خوسيه، لأن الحكومة الكولومبية السابقة أعلنت أن كل شيء موجود على الحطام، بما في ذلك أي كنز هو تراث لا يمكن بيعه.
قانون البحار
وتطعن إسبانيا في ادعاءات كولومبيا، حيث تزعم أنها لا تزال تمتلك سان خوسيه لأنها كانت سفينة تابعة للبحرية الإسبانية عندما غرقت، وبحسب بعض المحامين، فإن الحطام محمي بموجب الاتفاقية الدولية لقانون البحار لعام 1982، والتي تنص على أن السفن البحرية تظل ملكا لدولتها حتى بعد غرقها، وهذا يعني أن الحطام لا يزال ينتمي إلى إسبانيا، على الرغم من أنه غرق قبل أكثر من 300 عام في المياه الإقليمية لكولومبيا.

إقرأ المزيد:
بأطوال 879 كم.. مترو أنفاق بكين الأطول في العالم متجاوزًا مترو شنغهاي
بعد عام 2020.. تراجع مستمر في شراء والاستحواذ على سفن الحاويات العملاقة
250 ألف راكب يوميًا.. محطة قطار صعيد مصر تضاهي محطات القطار في العالم