المهندس عباس محمود يكتب :حكايتي مع انشاء خط سكة حديد القنطرة – رفح بعد نصر 73

ذاكرة النقل
إنشاء خط سكة حديد القنطرة / رفح
بدأت القصة بعد عدوان 1967 حيث قام الاحتلال الإسرائيلي بتفكيك الخط القديم و إستخدام القضبان و الفلنكات فى تحصين و تدعيم المواقع الحصينة لخط برليف.
و بعد عبور قواتنا عام 1973 و إستلام أراضى سيناء من قوات الإحتلال الإسرائيلى و كانت أخر معاقل الإحتلال هى مدينة طابا التى عادت إلى مصر بحكم هيئة التحكيم فى جنيف بسويسرا و جاء الحكم فى صالح مصر مؤكداً أن طابا مصرية و التى عادت إلي مصر فى مارس 1989.
و منذ ذلك الوقت بدأ التفكير فى إعادة تشغيل خط السكة الحديد لربط مدن سيناء و تسهيل عملية التشغيل بين مدنها المختلفة و هى مدينة: القنطرة شرق – جلبانة – رمانة – بئر العبد – العريش ورفح. و بدأت أعمال التخطيط و الرفع المساحى لمسار الخط الجديد و دراسة طبيعة التربة و تجنب مناطق الكثبان الرملية و المرتفعات الصخرية، و إستغرق هذا العمل حوالى عشرة سنوات.

و تم تحديد أماكن المحطات الخاصة بكل مدينة فى بداية عام 1997 و تم توزيع المحطات على عدد من المقاولين حتى يمكن إنجاز العمل فى أسرع وقت و كان من نصيبي محطة جلبانة و رمانة و الباقى لبعض الزملاء المقاولون و منهم ” الحاج/ على أحمد حسن من محافظة سوهاج – المقدس/ يسرى باثيليوس من محافظة أسيوط – السيد/ حسين البنا من محافظة الأسكندرية” و كنا جميعاً نمثل فريق عمل متعاون إلى أقصى درجة و كل يكمل الآخر.

كان نقل المواد يتم بالمعدية رقم (6) لعبور قناة السويس التى تصل ما بين موقع المعدية فى الإسماعيلية غرب القناة إلى مدينة القنطرة على الضفة الشرقية للقناة حيث يتم نقل الأسمنت والحديد و الأخشاب اللازمة، و كان معظم العاملين يقيمون فى خيام أو مساكن قريبة من موقع العمل مما أدى إلى نشوء علاقات و طيدة بين أهالى سيناء و العمال القادمين من مختلف محافظات مصر.
و أنتهت هذه الأعمال عام 2001 وبدأ التشغيل التجريبى للخط و توقف بعد سنوات قليلة نظراً لعدم الإقبال عليه و لذلك قصة أخرى.!
