مقالات ودراساتالنقل في العالم

دراسه دوليه : ذوبان جليد القطب الشمالى يهدد استقرار  الملاحة في المحيط الاطلسي

 

كتبت –  شروق محمود :

ذوبان الجليد خطر يهدد البحار والبيئة وذلك نتيجة التغيرات المناخية وهذا من شأنه ان يؤثر علي حركة ملاحة السفن في البحار والمحيطات أصبح ذوبان الجليد في القطب الشمالي و الأنهار الجليدية في جرينلاند أحد أكبر التهديدات للنظام المناخي العالمي. وفقًا لدراسة حديثة أجراها الباحثان لوري مينفيل وجابرييل بونتيس من مركز أبحاث تغير المناخ بجامعة نيو ساوث ويلز، يواجه ما يُعرف بـ”حزام النقل المحيطي العالمي العظيم” تباط ًؤا ملحو ًظا، مما قد يؤثر بشكل كبير على درجات الحرارة العالمية وهطول الأمطار

المحيط الاطلنطي في خطر 

و أضاف الباحثان ان الدورة الانقلابية في المحيط الأطلسي، التي تُعرف بتوجيه الحرارة شما ًلا عبر المحيط الأطلسي، تُعتبر نظا ًما حيو ًيا للحفاظ على استقرار المناخ العالمي والنظم البيئية البحرية. أصبحت الآن في أضعف حالاتها منذ الف عام. و أشارا إلى أن السبب الرئيسي لهذا الضعف هو ارتفاع درجة حرارة الأرض نتيجة الانبعاثات الحرارية، إلى جانب تأثير مياه الذوبان العذبة من الغطاء الجليدي
تشير النماذج المناخية التي اعتمدتها الدراسة إلى أن الدورة قد تضعف بمقدار الثلث عما كانت عليه قبل سبعين عا ًما، و ذلك إذا ارتفعت درجة حرارة الأرض بمقدار درجتين مئويتين. وأوضح الباحثان أن هذا
الضعف قد يؤدي إلى تغييرات جذرية في المناخ، تشمل شتا ًء أكثر قسوة في أوروبا، وضعف الرياح الموسمية في نصف الكرة الشمالي، وتسارع ارتفاع درجات الحرارة في نصف الكرة الجنوبي.

ذوبان الجليد 

أضاف الباحثان أن المياه العذبة الناتجة عن ذوبان الغطاء الجليدي في جرينلاند والأنهار الجليدية الكندية تُعد العامل الحاسم لفهم التباطؤ الحالي. وأكدت عمليات المحاكاة باستخدام نماذج عالية الدقة أن مياه الذوبان العذبة تُضعف تيارات المحيط العميقة من خلال تقليل الكثافة المطلوبة لتدفق المياه إلى أعماق المحيط الأطلسي.
وأوضح التقرير أن تيار الخليج، الذي يُعد أحد المكونات الرئيسية لهذه الدورة، يعاني الآن من ضعف ملحوظ. ويُعتبر تيار الخليج مسؤو ًلا عن توفير شتاء معتدل لبريطانيا مقارنة بمناطق أخرى على نفس خط العرض مثل سان بيير وميكلون في كندا.

أدلة تاريخية على التغيرات 

علم الباحثون من خلال دراسة الرواسب البحرية أن الدورة الانقلابية الأطلسية قد ضعفت بنسبة 20% منذ منتصف القرن العشرين، وهو ما يُعد أضعف معدل لها منذ الألفية الماضية. وأشاروا إلى أن ارتفاع درجة
حرارة الأرض منذ الثورة الصناعية بمقدار 1.5 درجة مئوية قد لعب دو ًرا أساس ًيا في تسريع هذه التغيرات.

التأثيرات العالمية لضعف الدورة

يُظهر التقرير أن ضعف الدورة الانقلابية يؤثر بشكل مباشر على التوازن الحراري بين نصفي الكرة الأرضية. ففي شمال الأطلسي، أدى هذا الضعف إلى تبريد سطحي نسبي ُعرف بـ”ثقب الاحتباس الحراري”، بينما ارتفعت درجات الحرارة بشكل أسرع في جنوب الأطلسي نتيجة لتراكم الحرارة والملح.
و أضاف الباحثون أن هذا الاضطراب يسبب تغيرات مناخية هائلة، تشمل ارتفاع درجات الحرارة و الرطوبة في نصف الكرة الجنوبي، و جفاف المناطق الاستوائية الشمالية، و زيادة حدة الشتاء في أوروبا.

توقعات المستقبل و تحذيرات عاجلة 

تشير التوقعات المناخية إلى أن الدورة الانقلابية في المحيط الأطلسي قد تضعف بنسبة تصل إلى 30% بحلول عام 2060. و مع ذلك، أضاف الباحثان أن هذه التقديرات لا تأخذ في الحسبان المياه الذائبة الإضافية من جرينلاند، والتي قد تُعجل بحدوث هذا التدهور قبل عشرين عا ًما، أي بحلول عام 2040.

إجراءات جادة لتجنب الكارثة 

أصبح من الواضح أن ذوبان الجليد القطبي يُعجل بالتغيرات المناخية بشكل أسرع مما كان متوق ًعا. وأضاف التقرير أن استمرار هذه الظاهرة قد يؤدي إلى اضطرابات كبيرة في النظم البيئية العالمية، ما يجعل من الضروري أن تُسرع البشرية في تقليل انبعاثات الكربون لتحقيق استقرار المناخ.
يُعتبر الوقت المتبقي أمام العالم لاتخاذ إجراءات فعالة محدو ًدا للغاية. وإذا لم تتحرك الدول بسرعة وجدية، فقد يواجه الكوكب تغيرات مناخية كارثية تُهدد البشرية بشكل مباشر
وأوضح الباحثان أن هذا الضعف قد يؤدي إلى تغييرات جذرية في المناخ، تشمل شتا ًء أكثر قسوة في أوروبا، وضعف الرياح الموسمية في نصف الكرة الشمالي، وتسارع ارتفاع درجات الحرارة في نصف الكرة الجنوبي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »