د/ حماد عبدالله يكتب: “كمائن” الموت فى المحروسة !!

تعددت “كمائن الموت” فى مصر وتطالعنا الصحف يومياً بمصائب هذه “الكمائن” المدمرة للإنسان
وليس فقط ما يعانيه شعب “مصر” من إرهاب الجماعة أو أخواتها !! صورة أخرى من الإرهاب سوف أتعرض لها اليوم فى مقالى …
فمن “أكشاك” كهرباء مفتوحة لتصيد الأطفال بجانب مدارسهم ، وتبطر أذرعتهم وتشوه أجسامهم ، إلى “بلاعات” مفتوحة فى وسط الطرق دون وازع أو ضمير، ويتساقط فيها الناس ، وأقربها ما حدث فى ” “مدينة حلوان” حيث فقد أم لطفلها أمام عينيها ، لم يستطع أحد إنقاذه !
إلى مطبات الطرق السريعة والبطيئة سواء كان طريق دائرى كما كتبت وكتب غيرى أكثر من مرة وهى الطرق التى أنشأها الغير مغفور له “محمد إبراهيم سليمان” ومحوره المسمى بمحور 26 يوليو ! والطريق الدائرى والمصيبة الكبرى المسماه بالطريق الدولى الساحلى !!
وكذلك تسيب سائقى الميكروباصات وتعمدهم للمخالفات الجسيمة بالسير عكس الإتجاه وإختصار المسافات “بالكسر” على السيارات أثناء السير ، والسرعة الفائقة عن قدرة الميكروباص نفسه والدخان الخارج من “شكماناتها” وكأننا فى حالة حرب داخل المدينة !! وكذلك السرطان المنتشر فى جسد الوطن اليوم والمعروف “بالتوك توك” !! والغير مرخص والغير معنون برقم أو إشارة “شيىء من الخيال” وكمائن السكك الحديدية وعدم الإنضباط فى هذا المرفق الحيوى الشعبى !
وكل ذلك أسوة “بكمائن النقل بالعبارات” ولن ننسى عبارة السلام 98وأكثر من ألف شهيد وقطار الصعيد وقطار قليوب وقطار البحيرة !وقطار “العياط” !!
والقتلى من المصريين يومياً من مستخدمى طريق الصعيد (أسيوط-الجيزة)!
أو تلك المصائب المتكررة على طريق الجلالة (العين السخنة – البحر الأحمر ) وضياع عشرات من الشباب من طلاب جامعة الجلالة ، وأيضاً ذلك نتيجة إهمال إدارة الجامعة فى توفير إسكان للطلاب أو وسيلة نقل أمنة .
وبالإطلاع على كل تفاصيل تلك “الكمائن” المنصوبة “لشعب مصر” ، نجد بأن القاسم المشترك هو الإهمال الجسيم ، سواء كان ذلك الإهمال من موظف أو عامل أو رئيس شركة أو وزير !
الإهمال ، وعدم الإكتراث ، بحقوق المصريين فى وطنهم لذا يجب أن ننسى قليلاً كل الشعارات الكبرى والأهداف العظيمة للوطن !!ونتذكر شيىء واحد هو كيف نقضى على الإهمال ، والإستهتار ، والفساد ؟
فنحن نرفع شعار التنمية ، والديمقراطية ، والإستثمار المباشر ،ونحارب ظلال التخلف والتفرقة والتطرف ، كل هذه شعارات كبرى !!
نحن يجب أن نبحث عن شيىء أهم وهو محاربة الإهمال ، ووضع المهملين من المسئولين ومن الأفراد فى مقام الإرهابيين ،لا حل، إلا بالإنضباط، وبمحاكمة كل مهمل ، وفاسد ، وفاشل ، يعمل ضد مصالح ، وحقوق هذا الوطن !
فمن غير المعقول أن نبحث عن جهاز كمبيوتر ونحن أميين (قراءة وكتابة) !
من غير المعقول أن ننادى بشعار التقدم ، ونحن لانمتلك حتى أدوات إنضباط هذا الوطن !
إن كمائن الموت فى “مصر” متعددة ومعروفة ، ومقروئة يومياً فى صفحات الحوادث ولكن الغير مقروء والغير مرئى ، كيفية المعالجة ، وشكل العقاب الذى ناله المهمل أوالفاسد !
ولن يغير الله هذا الوطن إلا بعد أن يغير أهل الوطن أنفسهم وسلوكهم !
أستاذ دكتور مهندس/ حماد عبدالله حماد
عضو المجلس الأعلى لنقابة المهندسين
عميد كلية الفنون التطبيقية الأسبق
Hammad_acdc@yahoo.com