م . عباس محمود يكتب : شخصيات لن تتكرر ـ الكاتب والمفكر ـ سعد هجرس 1946 – 2017

شخصيات لن تتكرر ـ الكاتب والمفكر ـ سعد هجرس 1946 – 2017
هو كاتب ومحلل سياسي درس فى كلية الآداب – قسم فلسفة – بجامعة القاهرة ثم حصل على درجة الماجستير فى العلوم السياسية وكان عنوان الرسالىة “الإنثروبولوجيا السياسية”. ونشأ الكاتب/ سعد هجرس فى مدينة المنصورة محافظة الدقهلية وقد بدأت علاقتى به فى عام 1995 وهو نفس العام الذى تعرفت فيه على كل من “الأستاذ/ محمد عودة – الأستاذ/ كامل الزهيرى نقيب الصحفيين الأسبق – الأستاذة/ ليلى مرموش من دار الهلال والكثير غيرهم” تعودنا أن نلتقى لقاء أشبه بالندوة الثقافية أسبوعياً فى إحدى المنازل.
وكان الأستاذ/ سعد هجرس يكتب فى العديد من الصحف المصرية وله مقالات فى جريدة الجمهورية وجريدة الأهرام وجريدة الأهالى والكثير من الصحف القومية أو صحف المعارضة وكان يتميز بالأسلوب الهادئ والرصين والتحليل الموضوعى لكافة الموضوعات السياسية والإجتماعية والتى كان يتناولها بالتحليل مما يوضح تأثره بدراسة الفلسفة، ورغم إنتماءه الواضح للحركات اليسارية إلا أن إنتماءه الأصيل كان لمصر والمصريين وكان يرى أنه لا تعارض ولا صدام بين الإحساس الوطنى والإقتناع ببعض مبادئ التيار اليسارى أو بمعنى أصح الحركات الإشتراكية وكان يؤمن إيماناً صادقاً بالعدالة الإجتماعية وأن تحقيقها لا يتعارض مع وجود رأسمالية وطنية تحقق مشروعات خاصة على أن لا يكون ذلك على حساب القوى العاملة أو السلوك المنحرف عن المسار الطبيعى للرأسمالية بغير الإلتجاء إلى الوسائل الملتوية أو الغير مشروعة بهدف تحقيق الربح، وكانت حواراتنا حول هذه الأمور تؤكد إقتناعه التام بأن الرأسمالية الوطنية لا يقل دورها وتأثيرها عن دور رأسمالية الدولة وأنه لا يوجد أى تعارض بين هذين الجناحين للإقتصاد الوطنى بل أن كل منهما يكمل الآخر.
لم آراه يوماً يسعى لتولى منصباً قيادياً سواء فى الصحافة أو موقعاً سياسياً رغم كافة المغريات التى كانت تقدم إليه والمرة الوحيدة التى وافق فيها أن يتولى منصب رئيس تحرير كان مع بداية إنتشار المواقع الصحفية الإلكترونية حيث تولى رئاسة تحرير موقع البديل الإلكترونى.
كان سعد هجرس من الأصوات المحترمة بين الصحفيين نظراً لصدقه المهنى والتزامه فى تناول القضايا السياسية والإجتماعية وقد ترك لنا انتاجاً كبيراً وفكراً متنوعاً يستشهد به فى مجالات الإعلام والسياسة وقد أختتم مسيرته الصحفية فى جريدة “عالم اليوم” والتى عمل بها فترة طويلة وهى جريدة بالرغم من أن توجهها الأساسى كان اقتصادياً إلا أنه استطاع عن طريق مقالاته وإتاحة الفرصة لشباب الصحفيين أن يجعل منها منبراً سياسياً متميزاً عن الكثير من الصحف بموضوعيته، وكان يكتب أيضاً فى مجلة خليجية تسمى “آدم اليوم” وتنوعت كتاباته بين التغطيات الثقافية والإجتماعية.
وفى بداية 2016 بدأت معاناته ومشاكله الصحية والتى أكتشف على أثرها إصابته بالسرطان وأنتقل إلى مستشفى المعادى العسكرى لتلقى العلاج على عدة مراحل حتى غادرنا فى السادس والعشرين من فبراير 2019 تاركاً فراغاً لا أعتقد أنه من السهل أن يملأه أحد.
رحم الله سعد هجرس وآثابه بقدر ما أعطى للوطن ولأصدقائه ولمريديه.
وإلى اللقاء مع شخصية أخرى … إذا كان فى العمر بقية.



