بسبب رسوم ترمب .. تراجع الطلب على الشحن البحري يضغط على أرباح كبرى خطوط الملاحة العملاقة

منذ أن فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترمب سلسة الرسوم الجمركية علي دول العالم شهد الطلب العالمي على الشحن البحري تراجعًا
، وأدى ذلك إلى هبوط أسعار شحن الحاويات إلى أدنى مستوياتها منذ يناير 2024. مما يهدد أرباحالخطوط الملاحية العملاقة مثل ميرسك وهاباغ–لويد.
حيث انخفض مؤشر درويري العالمي للحاويات (WCI)، منذ قرار الرسوم الجمركية. وحتى يوم الخميسالماضي إلى نحو 1,669 دولارًا للحاوية، وهو أدنى مستوى له منذ 20 شهرًا.
وسجل سعر الشحن من شنغهاي إلى لوس أنجلوس، أحد أكثر الخطوط ازدحامًا في العالم تراجعا بنسبة58 % على أساس سنوي ليصل إلى 2,196 دولارًا، وفق بيانات درويري، التي جاءت أقل من 2,200 دولار،وهو الحد الأدنى المطلوب لشركات كبرى، مثل ميرسك وهاباغ–لويد لتحقيق أرباح.
وقالت هند شيتي، مديرة أولى في “درويري للاستشارات”. أن الفجوة بين الأسعار الفورية والتعاقدية باتتتتقلص، خصوصًا على الخطوط الرئيسية شرق–غرب، حيث هبط السعر الفوري من شنغهاي إلى نيويوركبنسبة 46 % ليصل إلى 3,200 دولار.
ويُنظر إلى الشحن البحري على أنه أحد أبرز المؤشرات الاقتصادية العالمية، حيث يتم من خلاله نقل نحو80% من التجارة العالمية.
وتعد الولايات المتحدة أكبر مستورد للسلع المعبأة في الحاويات، وقد سارعت كبرى شركات التجزئة. مثلوولمارت وتارغت وهوم ديبوت إلى استيراد بضائع موسم الأعياد مبكرًا لتجنب الرسوم الجمركية.
وأدى هذا التصرف إلى “موسم ذروة” مبكر انعكس سلبًا على التوقعات لبقية العام، بحسب التقرير.
يحذر الخبراء، عبر التقرير، من أن تجار التجزئة – الذين يمثلون نحو نصف حجم الشحن بالحاويات – قديتراجعون عن شحناتهم المستقبلية.
يأتي هذا بالتزامن مع استمرار التضخم المدفوع بالرسوم الجمركية في الضغط على المستهلك الأمريكي،وهو ما يزيد من تراجع الأسعار.
وزاد الوضع تعقيدًا تسلّم شركات كبرى مثل MSC و ميرسك و هاباغ–لويد و كوسكو سفنًا جديدة، ما يضيفطاقات استيعابية إضافية إلى السوق الحالي.
وأشارت شركة الاستشارات Sea-Intelligence إلى أن القطاع يقترب من دورة فائض في الطاقة قد تبلغذروتها عام 2027 عند مستويات مماثلة لعام 2016، وقد اضطرت الشركات إلى خفض الأسعار بشكل حادلكسب العملاء.
يذكر أن شركات الحاويات تكبدت خسائر في الربعين الثالث والرابع من 2023، قبل أن تؤدي هجماتالحوثيين في البحر الأحمر إلى تحويل مسارات السفن،التي تسبّب تحويل المسارات إلى استهلاك جزء كبيرمن الطاقة المتاحة ورفع الأسعار لمستويات مربحة.
لكن الأسعار الآن عادت من الشرق الأقصى إلى السواحل الأمريكية الشرقية والغربية إلى مستويات قريبةمن ما قبل أزمة البحر الأحمر، بحسب بيتر ساند، كبير المحللين في منصة التسعير Xeneta.
يحاول الناقلون ضبط طاقتهم الاستيعابية وحماية الأرباح عبر تخطي بعض الموانئ، إبطاء حركة السفن،إبقائها عاطلة، إلغاء رحلات، وحتى تفكيك السفن القديمة.
وختم ساند قائلاً: “الآن انقلبت الطاولة لصالح الشاحنين عند الدخول في مفاوضات عقود الشحن الجديدة”، في إشارة إلى أن القوة التفاوضية باتت تنتقل من شركات النقل إلى المستوردين.