الإتحاد الدولي للنقل يحذر من تزايد التوتر في مضيق هرمز والخليج العربي

علي الرغم من توقف العمليات العسكرية بين إيران واسرائيل والتي تسبب في عدم استقرار الملاحة في الخليج العربي ومضيق هرمز إلا أن الاتحاد الدولي لعمال النقل “ITF” اعرب عن قلقه العميق إزاء التهديدات المتصاعدة التي يتعرض لها البحارة في مضيق هرمز، والذي يعكس هذا التحذير حجم التوترات المتزايدة في بعض من أخطر مناطق الملاحة البحرية حول العالم.
جاء ذلك في بيان رسمي وجهه الاتحاد هذا الأسبوع إلى مجموعة التفاوض المشتركة، حيث طالب الإتحاد بتصنيف هذه المناطق كمناطق عمليات حربية، وهي خطوة من شأنها أن تحدث تحولًا جذريًا في سياسات حماية البحارة. وحقوقهم في مواجهة التحديات الأمنية المتفاقمة.
رئيس قسم البحارة في الاتحاد الدولي لعمال النقل ديفيد هايندل قال “هدفنا بسيط ومباشر: ضمانإحاطتهم بالمخاطر الحقيقية، وتوفير الحماية المناسبة لهم. وتمكينهم من ممارسة حقهم المشروع في حمايةأنفسهم ورفض تعريض حياتهم للخطر”.
وأشار “هايندل” أن الخليج العربي ومضيق هرمز شهدا في الآونة الأخيرة حشدًا واسعًا للقوات البحرية منعدة دول كبرى. وتابع “لم تعد الحوادث مثل هجمات الطائرات المسيرة، ومصادرة السفن، والمواجهاتالمسلحة حوادث عرضية أو استثنائية”.
وشدد أنها “أصبحت للأسف جزءًا من نمط منتظم ومتكرر يعكس واقعًا خطيرًا ومستمرًا”.
يعد مضيق هرمز واحدًا من أكثر الممرات البحرية أهمية على الصعيد الاقتصادي والاستراتيجي. حيث يمرعبره نحو 20 % من إمدادات النفط العالمية.
أشار الاتحاد الدولي، في بيانه، إلى أن شركات التأمين البحري الكبرى قد صنفت بالفعل هذه المناطق ضمن“مناطق خطر حرب”.
واعتبر الاتحاد أن هذا التصنيف يعكس حجم الخطر الحقيقي الذي يهدد السفن وطاقمها، وأوضح البيان أن هذا التصنيف يستند إلى تقييمات استخباراتية دقيقة، وليس إلى مجرد تكهنات أو تحليلات نظرية.
يطالب الاتحاد الدولي بتصنيف المناطق المذكورة كمناطق “عمليات حربية” أو “مناطق عالية الخطورة”؛ مايوفر للبحارة مجموعة من الحقوق الأساسية، أبرزها:
رفض المرور أو العمل في هذه المناطق دون أن يواجهوا أي عقوبات أو تهديدات وظيفية.
العودة الآمنة إلى الوطن على نفقة المشغل، إذا ما قرروا عدم المشاركة في الرحلات عبر هذه المناطق.
الحصول على تعويضات مالية إضافية نظير المخاطر المرتفعة، وفقًا لاتفاقيات العمل البحري الدولية.
الدعم الكامل في حالات الطوارئ من الجهات المشغّلة ومنظمات الدعم البحري.
ضمانات قانونية وإنسانية بعدم تحميلهم مسؤولية تبعات قراراتهم المتعلقة بالسلامة الشخصية.
يعد الاتحاد الدولي لعمال النقل “ITF” من أبرز الكيانات النقابية العالمية، ويمثل أكثر من 20 مليون عامل في قطاعات النقل من ضمنهم نحو مليون بحار حول العالم.
ويقوم الاتحاد بدور محوري في الدفاع عن حقوق البحارة، وضمان التزام الشركات والمؤسسات البحرية بالمعايير الدولية للعمل الإنساني والآمن في البحر.
وعلى مر العقود الماضية، نجح الاتحاد في الضغط لتوقيع اتفاقيات دولية ضمنت تحسين ظروف عملالبحارة. بالإضافة إلى فرض إجراءات صارمة على شركات الشحن التي لا تلتزم بالقوانين العمالية والبيئية.



