مقالات ودراسات

م . عباس محمود يكتب : ضحك ولعب … هزل وحرب

بداية أعتذر عن تأخرى فى الكتابة وذلك لسببين، السبب الأول خاص بى حيث أن زوجتى تعرضت لإصابة بكسور فى الكاحل مما أدى إلى إجراء عملية جراحية وتركيب شرائح ومسامير، والسبب الثانى هو أن الأحداث كانت أسرع من أن يستوعبها العقل الإنسانى وأن يتمكن من معرفة الحقائق خاصة بعد دخول ما يسمى بالذكاء الاصطناعى إلى الساحة ولكن فى النهاية لا أملك إلا أن أدلى بدلوى ورؤيتى المتواضعة فى خضم هذه الأحداث المتوالية.
ورؤيتى الخاصة من منظورى الضيق والذى يعتمد على معلوماتى بجغرافية وتاريخ المنطقة التى يطلق عليها الشرق الأوسط، وفى البداية نبدأ من جغرافية المكان بعد الحرب العالمية الثانية حيث كانت معظم دول المنطقة تخضع للإستعمار الإنجليزى فى مصر وفلسطين والعراق والسودان والإستعمار الفرنسى فى سوريا ولبنان والجزائر وتونس والمغرب والإستعمار الإيطالى فى ليبيا، وكانت إنجلترا عن طريق وزير خارجيتها اللورد بلفور أعطى وعد لليهود بإنشاء وطن قومى لهم فى فلسطين وبدأت الجاليات اليهودية فى الدول الأوروبية تلجأ إلى الرحيل إلى أرض فلسطين وبطبيعة الحال كان يتم تسهيل دخولهم من المستعمر الرئيسى “إنجلترا” وبطرق مختلفة قامت تلك الجاليات والتى كان الكثير منها ممن اشتركوا فى قوات الدول الأوروبية المختلفة أثناء الحرب العالمية الثانية مما أعطاهم أفضلية فى التعامل العسكرى لا سيما وأن تلك الجاليات كانت تأتى إلى فلطسين مصحوبة بالكثير من العتاد والسلاح. وفى عام 1948 أعلنت القوات الإسرائيلية بعد أن قامت بالكثير من المذابح والإعتداءات على الفلسطينين العزل عن قيام ما يسمى بدولة إسرائيل، وقامت الدول العربية المحيطة بفلسطين بالتوجه نحو الأراضى الفلسطينية لإنقاذها من تلك النكبة ونظراً لوجود معظم الجيوش العربية تحت قيادة الاحتلال فلم تنجح فى القضاء على العصابات الصهيونية وذهبت القضية إلى هيئة الأمم المتحدة والتى اصدرت قرارها بتقسيم فلسطين إلى دولتين دولة صهيونية تسمى إسرائيل ودولة تحت الإحتلال تسمى فلسطين والسؤال الأبدى منذ عام 1948 حتى الآن هل لتلك الدولة أو هذا الكيان المزعوم المسمى إسرائيل حدود سياسية محددة أنها الدولة الوحيدة فى العصر الحديث التى لا تضع حدود معينة بل وضعت على واجهة برلمانها المسمى بالكنيست “أنه من النيل إلى الفرات هى أرض الميعاد”
ولا أريد أن أخوض فيما جرى خلال كافة السنوات الماضية من عدم احترام المواثيق الدولية والقوانين وقرارات الأمم المتحدة والتى كانت تضرب بها عرض الحائط بمعاونة كافة القوى الإستعمارية حتى وصلنا إلى المشهد الذى نعيشه الآن منذ بداية شهر يونيو والذى سبقته عمليات إبادة وتهجير قصرى فى منطقة غزة لم يسبق أن شاهدها العالم فى تاريخه القديم أو الحديث والذى قوبل بصمت مريب وبغيض من كافة دول العالم بما فى ذلك بعض الدول العربية أو بالأحق المستعربة التى لم تجرؤ حتى على الإدانة أو التنديد. وحين هاجمت إسرائيل دولة إيران بالخيانة والغدر الذى مكنها من تحطيم آلية أجهزة الرادار مما مكن قوات إسرائيل الجوية من شن غارات عنيفة وإذا بإيران تكشر عن أنيابها بضربات صاروخية مؤلمة وموجعة للكيان الصهيونى الذى لم يتعود على مثل هذه الضربات خاصة وأنها المرة الأولى التى يتم إصابة أماكن حساسة داخل تل أبيب وميناء حيفا وأماكن أخرى وتلك التى يمكن أن يقال عنها أنها حرب أما المهزلة هو ما يقوم به “الكاوبوى الأمريكى الحديث” من تبادل المعلومات وإنذارات متبادلة بقدوم ضربات كرتونية وهذا هو الهزل الذى لم يسبق له مثيل فى أى معارك عسكرية.
ورغم كل ما يحدث حولنا وحالة التوتر الدولى والاستنفار الإقليمى فإن المهزلة مستمرة ولا يوجد بصيص أمل فى إنقشاع تلك الغمامة حتى تتضح الرؤية ناهيك عن طوفان المحللين العسكريين والإقتصاديين والسياسيين ورواد المواقع الإلكترونية “السوشيال ميديا” والتى تعج بآلاف الخبراء فى كافة المجالات وكأنها ماسورة صرف صحى انفجرت إلا قلة ممن رحم ربى.
وفى الختام اتمنى وأدعو الله أن يعم السلام القائم على العدل لجميع الشعوب فى كافة أنحاء العالم وإلى لقاء قريب…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »