م . عباس محمود يكتب : القصابين … والنصابين

منذ أسبوع مضى كان الموسم السنوى للقصابين وهم محترفى أعمال ذبح الأضاحى والحيوانات فى مصر المحروسة ويتزامن مع موسم القصابين موسم النصابين الذين يحتالون على البسطاء من المواطنين ويدعونهم إلى التبرع لشراء لحوم الأضحية أو فى المساهمة فيما يطلقون عليه “صك الأضحية” وكل حسب مقدرته. ونرى الإعلانات التى تدغدغ مشاعر البسطاء بإستخدام الآيات الدينية التى تحض على الإنفاق والتبرع وما أكثرها ولو دققنا قليلاً فى هذا الموضوع وقامت الجهات
المسئولة سواء من كبار موظفى وزارة الشئون الاجتماعية أو أى إدارة متخصصة من إدارات وزارة الداخلية بتتبع أصحاب هذه الدعوات المشبوهة لأنكشف الستار عن كارثة تفوق كارثة شركات توظيف الأموال حيث أنهم يحتالون لأخذ أموال البسطاء مقابل وعود بالجزاء فى الآخرة ويتخذون من أحد مصارف الزكاة أو الصدقات وهو أن تكون هناك نسبة من جمع الأموال للقائمين على عملية تحصيل الأموال والذين يطلق عليهم “القائمون عليها” وهى نسبة طبقاً للشريعة أو المفهوم العام لا تتجاوز 10% مما يتحصلون عليه ولكن فى الحقيقة أن نسبة ما يحصل عليه المستحقون هى لا تتجاوز 10% وتذهب باقى أموال المتبرعين إلى أجور السادة الذين يديرون هذه المنظومة كل فى منطقته وجزء أخر لإسكات أى أصوات قد تسبب اللغط حول هذه القضية وجزء لا يستهان به يستخدم فى الدعاية والإعلان ولا استطيع أن أوجه اللوم إلى جهة واحدة أو إدارة بعينها ولكن اللوم يقع جزء كبير منه على الأفراد الذين يسارعون للتخلص من الفروض الواجبة عليهم سواء زكاة أو صدقات بإرسالها إلى مثل هذه الجمعيات اللاخيرية ولا يكلفون أنفسهم بذل قليل من الجهد لتوصيل هذه الأموال مباشرة إلى مستحقيها ولا أنكر أنه فى وسط هذا الزخم توجد بعض الجمعيات التى تعمل فى صمت وتؤدى واجبها الشرعى بطريقة صحيحة بنسبة عالية ولكنها للأسف قلة قليلة لا تتجاوز ربع المجموع الموجود فى الساحة.
هذه الكلمة هى نداء لكل من يهمه الأمر ويكون حريصاً على الأخذ بيد المحتاجين وتقديم العون لهم بصورة صحيحة وبدون أى إيذاء لمشاعرهم واعتقد بأن هناك الكثيرين ممن يسعون إلى هذه الغاية النبيلة والتى لا تحتاج إلى إعلانات أو أى أسلوب من أساليب الدعاية وقد خضت بنفسى عديد من التجارب المشابهة ومعى بعض الأصدقاء وكنا نتولى توزيع الأغطية المناسبة فى الشتاء “البطاطين” وتوزيع ما يطلق عليه “كرتونة رمضان” والأموال السائلة للكثير من الجهات وأذكر من هذه الجهات التى لا تملك رفاهية الإعلانات والدعاية “المعهد القومى للأورام – مجموعة مستشفيات أبو الريش للأطفال – مستعمرة الجزام” وكذلك التوجه إلى بعض القرى الصغيرة خاصة فى شمال الصعيد أو الوجه البحرى والتعامل مع الجهات التى تستحق مباشرة دون أى وساطة.
أن الخير فى مصر والمصريين إلى نهاية الزمان.
تحياتى وكل عام وأنتم بخير …………..