مقالات ودراسات
م . رفقي كامل يكتب : قانون الغباء البشري

رغم الطابع الساخر للعنوان إلا ان الفيلسوف الإيطالي تشيبولا قسم فئات المجتمع الي أربع فئات
اذكياء – اغبياء – سذج ( مغفلون ) – اشرار .. وقبل ان ننخرط في الشرح فان صفةًالغبي علينا ان نخرجها من انها نوع من السباب الي انها سلوك شخصى وقد يجمع الفرد بين صفتين هو ذكى في امور ولكنه غبي في أمور اكثر و هو شخص اكثر ضررا علي المجتمع من المجرم لانه موجود بيننا ويصعب اكتشافه لانخراطه في كافة طبقات المجتمع ولا تمحى عنه هذه الصفة بعلم او درجه وظيفيه او حتى منصب رئاسي فالرئيس بوش الابن كان غبيا.
وهذا ليس سبا بل هو تصنيف مؤكد من كبري الجامعات لمقياس الغباء والاغبياء متواجدين بيننا في منظومه كونيه متعادلة كنسبة الذكور للإناث فان نسبة الاغبياء تعادل اكثر من نصف التقييم البشرى وباقي الثلاث فئات هو النصف الاخر. في تحليل تشيبولا فماذا لو صادفت في عملك مدير له بعض الذكاء ولكن بغلب عليه انه غبي يمكن أن يكون كارثة على أي شركة، لأن قراراته غير المدروسة ستؤثر على الأداء، ومعدل الإنتاجية، وربحية المؤسسه.
اكتشاف الأغبياء لا يعني فقط التعرف على الأشخاص العاديين او حتى الأذكياء ولكن تغلب عليهم صفة الغباوه بل يشمل تحديد من يتصرفون بطريقة تضر أنفسهم والآخرين دون سبب منطقي. وفقًا لقوانين كارلو تشيبولا عن الغباء البشري، الغباء ليس مجرد قلة الفهم، بل هو التصرف العشوائي الذي يسبب الضرر دون تحقيق أي فائده .
يمكن القول إن “الغباء” ليس صفةً ثابتة أو جوهرية، بل هي حالة تظهر نتيجة تفاعل مجموعة من الظروف والعوامل، وغالبًا ما يُنظر إليها من زاوية عدم القدرة على تطبيق التفكير النقدي أو استيعاب المعرفة بشكل فعّال. فيما يلي بعض الظروف التي قد تُسهم في ظهور ما يُعتبر غباءً في سلوك الأفراد:
1. نقص التعليم والتنشئة الفكرية
•عدم التعرض للتفكير النقدي:
عندما تفتقر البيئة التعليمية إلى تشجيع النقاش والبحث والتساؤل، قد لا يتعلم الفرد كيفية تحليل المعلومات بشكل موضوعي.
•التلقين مقابل التعلم الفعّال:
الاعتماد على التلقين وعدم تنمية مهارات البحث والتحليل يؤدي إلى قلة المرونة الذهنية.
2. الضغوط الاجتماعية والثقافية
•الثقافة السائدة والتقليد:
في بعض المجتمعات، يُمكن أن تُثبِّت التقاليد والعادات القديمة نمطًا من التفكير الذي يقيد الابتكار ويمنع النقد الذاتي.
•الضغوط الجماعية:
التأثر بآراء الأغلبية دون تمحيص قد يؤدي إلى تبني مواقف غير مدروسة، مما يُبرز جانبًا من “الغباء” الجماعي.
3. التأثير الإعلامي والمعلومات المغلوطة
•انتشار المعلومات الزائفة:
غياب المصادر الموثوقة وانتشار الأخبار والمعلومات المغلوطة يُضعف قدرة الفرد على التمييز بين الحقائق والشائعات.
•التأثير الرقمي:
الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يؤدي إلى تعزيز الأفكار النمطية وعدم تعرض الفرد لتنوع وجهات النظر.
4. العوامل النفسية والعاطفية
•الإجهاد والضغوط النفسية:
الحالات النفسية المتأثرة بالإجهاد أو الخوف قد تحد من القدرة على التفكير العقلاني واتخاذ القرارات السليمة.
•الثقة الزائدة دون نقد ذاتي:
التكبر أو الغرور الفكري قد يمنع الفرد من قبول النقد أو البحث عن تحسين معارفه، مما يعمّق حالة الجهل.
5. البيئات التي تفتقر إلى التحفيز المعرفي
•العزلة الفكرية:
الانعزال عن بيئات تحفز النقاش وتبادل الأفكار يؤدي إلى ركود معرفي يصعب من خلاله اكتساب أو تطوير مهارات التفكير النقدي.
•قلة التحفيز الذاتي:
عدم وجود دوافع داخلية للتعلم والتطور يجعل الفرد عرضة للبقاء في حالة جهل مستمر.
إن “الغباء” في هذا السياق لا يُعتبر صفّة متأصلة بل هو نتيجة تراكمية لعوامل اجتماعية، ثقافية، تعليمية ونفسية. تحسين بيئات التعلم، تعزيز النقاش الحر وتوفير مصادر معلومات موثوقة يمكن أن تُقلّل من هذه الحالة، إذ يُمكن للإنسان مع الدعم والتحفيز أن يتجاوز قيود هذه الظروف ويحقق وعيًا معرفيًا أعمق.
ولانهم حولنا فالحديث لايقصد به همزا او لمزا لاحد ولانهم يملكون قدرة عاليه في عدم اكتشاف صفتهم الغبيه فقد يكون هذا حماية لكاتب المقال ولكن التعامل معهم له قواعده
وهذا حديث آخر