م. رفقي كامل يكتب : ضوء في نهاية النفق المظلم

شاهدت اجتماع الدكتور مصطفي مدبولي رئيس الوزراء مع رجال القطاع الخاص وكأنى في حلم حقيقي لبعث الدولة المصرية .. رأيت اجتماع د مدبولي مع نخبة من المكافحين من رجال القطاع الخاص نعم لهم كل الاحترام فهم يستوعبون ٧٠٪ من القوى العامله التى تعمل بجدية لتشكل ٧٠٪ من الناتج المحلي الإجمالي .. هؤلاء المحاربين تخرج منهم الأرقام معبرة صادقة لانها معاشه وهي حياتهم اليوميه ليست كالارقام التى تعودناها من الاجهزه التنفيذية وكانها نقوش علي لوح فرعونى طمست تفاصيله ( عن عمد ) لقد فتحوا عيوننا عن حجم المشكله وطرق الحل بلا عبقريات مزيفة ..
و المتابع لتلك الجلسه يشعر وكأنه يجلس علي شاطئ جدول متدفق من الأفكار العمليه التى تخرجنا من هذا أليم واعتقد ان من دبرها هو ادراك متاخر لأزمه وقعنا فيها بسبب عشوائية الفكر وبيروقراطية الأداء وقد انعكس ذلك علي اداء المتحدثين فالكلمات مهذبة و لا غرابة في ذلك على من يعلم ولكن الأنفاس تفضحها معاناة مع الدولة العميقة و تخبط القرارات و عشوائيا ت التنفيذ ..
و حقيقة فان تجاوب د مدبولي وادارته للجلسة بين تلك القامات كان رائع فتناول بيده الشولي القلم ليسجل في تواضع جم ويحاور حتى في ارقام يعايشها ، هذا يحسب له .
إلا أن ما انتهي اليه الاجتماع افاقنى من الحلم .. فجاء امرين وعكسهما الاول وهو تشكيل لجنة من هؤلاء الخبراء لبحث كافة المشاكل التى تواجه الاقتصاد المصرى لتوصي ببنود الإصلاح وهو امر ايجابي يتفق والحلم وثانيهما وهو السلبي وهو اعتراف من كافة المجتمعين بأن البيروقراطية وعدم الانسجام بين الوزارات يمنع القرارات الوزارية من التنفيذ فكيف سيكون لتلك اللجنه آليات لتنفيذ قراراتهم .. لقد انخفض عدد العاملين بالدولة الي النصف تقريبا واسكنهم الشعب في العاصمة الاداريةً في مبانى حديثةً ٣.٥ مليون موظف الصالح منهم يعرقل والطالح منهم يعوق والحجه في الحالتين الأجهزة الرقابية …ولكن فيما يبدوا ان البروقراطية جينات تورث .. الكل يعلم ان التحديات كبيرة واننا لازلنا في النفق المظلم ولكن هناك ضوء في نهاية النفق لابد من الوصول اليه .. فهل لدينا شجاعة العبور. او نخلد لنوم مع كوابيس اختلقناها.