مقالات ودراسات

م . رفقي كامل يكتب : حكايته مع شقيقة ميلوسيفيتش في صربيا

اثناء تواجدي في ليبيا استدعاني ضابطا في أمن الجماهيرية الليبية انذاك وكان صديق وذهبت الي مكتبه ووجدت المقابله صارمه الي حد ما، وبعد ان تجاذبنا الأحاديث غير ا نه نظراته لم تريحنى احسست ان لديه شيئا يخفيه واذا به يرن جرس ويطلب احضار سجينه لديه. وللحال وقفت امامى سجينه تجاوزت من العمر خمسين عاما شعرها ابيض بالكامل تبدو مضطربه تماما ثم قال هذه سلوبودانكا ميلوفيتش انها مديرة في بنك يوجو بنك في ليبيا وهى في السجن الليبي من اكثر من خمس سنوات وهي الشقيقة التوأم لرئيس الوزراء الصربي و ليس لدينا لها اى أوراق وقررنا ان تأخذها لتعمل سكرتيره في مكتبك وهي تجيد الانجليزيه واعمال الكومبيوتر وتهمتها انها كانت تتاجر بالعملةً وبالأمر اخذت السيده معي وليس لديها من الدنيا إلا ما تلبس علي جسدها المرهق من هول ما رأت فتوقفت امام احد المتاجر لاشترى لها ملابس. ومن طول المده في السجن فان السيدة كانت ترفض مواجهة الناس لا تريد ان يراها احد وعازفة عن الحياة فنزلت لاشترى لها بعض الأغراض ووجدت نفسي امام مهمة المعالج النفسي فالسيدة من تصرفاتها هي من طبقة متميزه وهي تعيش حالة عدم التصديق لما حولها ولكن الدهر لا يؤمن تقلباته وهى في كل حوار تؤكد انها غير مدانه وفي ذلك الوقت فقد صدقتها لان العداله في ليبيا بعافيه .
وكان امامى تجربة صعبه هي ترويض السيده سلوبودان علي مواجهة المجتمع والأكثر هو خلق أوراق ثبوتيه لها كمواطنة يوغسلافيه تقيم بليبيا .. ولن انكر انها سيده متعددة المهارات فهى سيدة في المطبخ كانت تقيم لأصدقائنا في ليبيا الموائد..مضيافه …أرستقراطية الطباع وهي سكرتيرة تنفيذيه وكانت في ذلك الوقت معظم الجنسيات الاوربية تتعامل مع الشركة التى أمثلها وفي سنى الصغير هذا قدمت لها كل الدعم النفسي المطلوب واعدت لها ثقتها في نفسها وكان رد جميلها فقد علمتنى الامور البنكية وكانت لها بعض من العلاقات الدولية التى افادتنى كثيرا في تنمية أعمالي بل ان قبولي لاستقبالها فتح لي مجالات كثيره مع جهات أمنية عديدة في ليبيا فقد أنقذتهم من ورطة سياسية .
وجاءت الحرب اليوغسلافية وفي يوم رن الهاتف في مكتبي وردت عليه كالعاده وبعد لحظات حولت لي الهاتف لأجد علي الخط سيلوبودان ميلوفيثش زعيم صربيا والجبل الأسود ليشكرني علي معاملته لاخته الحبيبه الي قلبه ويوصينى بها خيرا والرجل يتكلم كزعيم يحاك من حوله القضايا لتفتيت يوغسلافيا ورغم عدم علمى بالواقع اليوغسلافي في ذلك الوقت احسست بصدق الرجل وزعامته فكان يتكلم كزعيم .
وانتهت المكالمه ليحملني الرجل مسؤلية اخته الشقيقه. وانا في بلد غريب اصبح همى تأمينها وتأمين اوراقها وانا مغترب في يوم ما سأرحل الي بلدي فماذا افعل.
هذا في المقال القادم

المهندس / رفقي كامل

المدير التنفيذي لتنمية الأعمال سامكريت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »