م . رفقي كامل : العودة الي الجذور واصالة شعب

الافراد والشعوب في وقت المحن تأخذ سلوك النبات تنطوى علي جذورها لتأخد من خصوبة تربتها ما يعينها علي العواصف ..وانا انبش في تاريخنا المعاصر وجدت ان في ثورة ١٩١٩ وهي انضج حركة ثورية أظهرت أصالة شعبنا المصري ( وان لم تأخذ من المؤرخين حقها وكأنها منافس لثورة يوليو ) هناك شباب كالورود تفتحت لا تعرف من اين جائت ولكنها مصر التاريخ مثل تلك التى ظهرت في ميدان التحرير في ثورة ٢٠١١ .
نفي سعد خارج البلاد بحكم المحتل الانجليذي وكان رئيس الوزراء في ذاك الوقت هو محمد سعيد الذي استقال وسط تحرك شعبي مطالب بعودة سعد زغلول فأوفدت حكومة الاحتلال البريطانى وزير المستعمرات البريطانية الفريد ميللر لاختيار رئيسا للوزراء خلفا له وكان الشارع المصرى في حالة هياج شديد مطالبا بعودة الزعيم سعد من منفاه واخذ الوزير الفريد ميللر يعرض علي كل الباشوات والباكوات منصب والكل له نفس الاجابه لا زعيم إلا سعد باشا.زغلول ولأن الخيانه سلوك انسانى استجاب احد الباشوات الأقباط وهو يوسف وهبه لطلب الانجليذ ليصبح رئيس الوزراء.
وهنا جاء دور الكنيسة الوطني وكان البابا كيرلس الخامس علي رأسها ليصدر بيانا استنكار وهو قطعة ادبية في الوطنية تدرس سوف انشرها لاحقا …بل واجتمعت الكنيسة لتتبرأ من يوسف وهبه بل وتحرمه من دخول الكنائس …وهنا جاء دور بطل مصري لا يعرفه احد هو عريان يوسف سعد مواليد 1898 في العشرينات من العمر طالب في السنة الثانية من مدرسة الطب ومن أسرة ميسورة الحال من ميت غمر يجتمع في مقهى ريش مع أصحابه ويقرر ان يقتل يوسف وهبه ويعارضه اصدقائه حرصا علي مستقبله ولكنه يصمم بأنه حتى لا تكون فتنة طائفية فسيقوم هو كقبطي بقتله
وبالفعل جهز قنبلتين يدويتين محلية الصنع ومسدس لقتله وبعد رصد تحركاته وأثناء خروجه رمى عليه القنبلتين إلا ان لسوء حظه احدهما لم تنفجر والاخري اخطأت وراحت بعيدة عن الهدف … ليقبض عليه ويحاكم امام النائب العام محمد توفيق سعد والتهمة ثابته وبعد الاستجواب المطول مع البطل عريان وبالطبع ادي النائب واجبه المهنى ثم قام من المنصه ليسلم عليه ويقول له ربنا يحرسك يابنى وبعدها قام والده الثرى محاولا إنقاذ ولده من الإعدام باستجلاب محامى انجليذي تقاضى ٤٠٠ جنيه مصرى وتطوع محامى مصرى هو وهيب دوس وحاول والده ان يغير أقواله بأن محاولة قتل وهبه لم تكن سبق اصرار وترصد ولكنه كان لتهديده ليتنحى عن المنصب لتخفيف الحكم ولكنه رفض اولا ثم استجاب امام إلحاح والده وكانت محاكمة تاريخيه بالفعل.
ذكاء المحاورة من عريان يدرس كيف كان لهذا الشاب ثباتا انفعاليا أذهلت القاضى والمحكمة وحكم علية بعشرة سنوات قضى نصفها لان سعد زغلول عاد من منفاه واعفي عنه.وعاش عريان حتى بوفي عن ٧٥ عاما هكذا كانت مصر الأقباط المسلمين والأقباط المسيحيين وانا لم اخطئ فان كلمة أقباط كلمة يونانية معناها المصريون Aigyptios حمى الله هذا الوطن من الفتنه والجحيم لمن يشعلها..
وتذكروا دائما البطل عريان يوسف سعد. ومذكراته منشورة عن دار الشروق لمن يريد ان يتغذي من الجذور حتى يستقيم العود امام العواصف.