أخبارالنقل في العالم

مارد السكة الحديد يستيقظ ومحمد منصور يواجه حوادث القطارات والرأي العام

السكة الحديد كانت في حالة يرسي لها .. والحكومة تستيقظ بعد كارثة قطاري قليوب

يقول سير محمد منصور ، في كتابه «مسيرتي» الذي يصدر عن دار نشر جرير قريبا في المكتبات المصرية والعربية، ” عقب كارثة العبارة السلام 98 شعرت بأن المشكلات تتوالى والتحديات تتجدد، وأدركت أن هذه الفترة ستكون الأصعب في حياتي، ورغم أنني كنت في السابعة والخمسين من عمري، إلا أنني كنت أبذل كل جهد، وأتحمل كل إرهاق في سبيل أداء مهمتي الوطنية”.

في الحلقتين السابقتين استعرض موقع بوابة النقل الإخبارية التحديات التي واجهت المهندس محمد منصور وزير النقل الأسبق، خلال أيامه الأولي في الوزارة عقب توليه مهام منصبه في 28 ديسمبر 2005 لمده أربع سنوات، حيث إستطاع أن يكبح جماح مراكز القوي المعارضة التي تواجدت في الوزارة قبل مجيئه.

Screenshot

في هذه الحلقات كشف سير محمد في «مسيرتي» عن كواليس وأسرار كارثة العبارة السلام 98 والتي وقعت بعد 35 يوما فقط من توليه أصعب وزارة في الحكومة المصرية، وكيف تحولت أيامه التالية للحادثة الي كابوس طرد النوم من عينيه لأيام عديدة، ورغم أن كارثة العبارة هزت واحزنت المصريين ، الا أن العبرة والاستفادة تولد دائما من رحم المعاناة، كانت الكارثة فرصة لسير محمد لكي يعيد تنظيم النقل البحري وسفن الركاب العاملة في نقل الركاب في البحر الأحمر بين مصر والسعودية.

مارد السكة الحديد يستيقظ :

اليوم في الحلقة الثالثة من سيرة حياة رائد الاعمال المصري العالمي محمد منصور الذي يدير حاليا إمبراطورية اقتصادية ضخمة تتواجد في 100 دولة حول العالم يعمل بها 300 ألف شخص، تستعرض « بوابة النقل الإخبارية” عن كابوس أو مارد أخر كشر عن انيابه في هذه الوزارة التي كان يرفضها الكثير ممن حلموا بتولي اي كرسي وزاري.
كانت السكة الحديد فقط تنتظر مرور فترة الحداد علي ضحايا العبارة حتي تكون هي الكارثة التالية.
يقول سير محمد « تعد شبكة السكك الحديدية، ثاني أقدم شبكة في العالم بعد إنجلترا، تحتاج بشدة إلى التحديث السريع، وكانت البنية الأساسية في حالة يرثى لها ، ولم يتم تحديث الجرارات وعربات الركاب لعقود من الزمن. حيث كانت تمتلك 700 جرار فقط، تعمل على نقل الركاب والبضائع معًا، كان نصفها خارج الخدمة، ويتم استخدامها كقطع غيار فقط. كم أن قضبان السكك الحديدية نفسها في حالة سيئة، وكذلك نظم الإشارات الكهربائيه، وكانت مواعيد الرحلات غير منتظمة. كما أدهشني أن نظام السكك الحديدية في مصر كان قائم على دعم أسعار التذاكر الركاب بأقل كثيرا من تكلفة تقديم الخدمة؛ مما عرض الهيئة لخسارة بلغت نحو 5 مليارات جنيه مصري سنويا. وبلغ عدد موظفي الهيئة وحدها 73 ألف شخص، وكانت أجورهم زهيدة، ولم يتلقوا تدريبا كافيا. لا شك أن كل ذلك كان محل رصد وانتقاد من الرأي العام والإعلام»..

الحقيقة أن هذا التوصيف الي ذكره سير محمد ما هو الا مقدمة لعدد من الحوادث الصعبة لقطارات السكة الحديد وكأنها رسائل غضب ضد إهمال الدولة لاهم مرفق نقل ركاب في مصر.

عمال_ورش_كوم_أبوراضى_Trans2Day
عمال_ورش_كوم_أبوراضى_Trans2Day

حوادث وإقالات والدولة تستيقظ :

بدأت سلسة الحوادث، بتصادم قطارين في محافظة البحيرة أدت الي اصابه العديد من الركاب، ولكن اشرس هذه الحوادث، والذي هز الحكومة بشده، كان في 21 أغسطس عام 2006، عندما اصطدم قطارين وتسببا في وفاه 58 راكبا و143 مصابا، بسبب عطل في منظومة الإشارات الكهربائيه.
واتخذ بعدها محمد منصور قرارات عديدة في مقدمتها اقالة رئيس الهيئة المهندس حنفي عبد القوي وتعيين المهندس اشرف سلامة بدلا منه.

أتذكر مفارقة غريبة في الحادثة الأخيرة، وهي أنني كنت مع صحفي النقل متوجهين إلي مدينة سفاجا استعداد لجولة تفقدية للميناء كان سيقوم بها الوزير يوم 22 أغسطس ، وفور وصولنا علمنا بالحادث وقمنا بالمتابعة الفوريه ونحن علي متن الحافلة التي عادت بنا إلي القاهرة بعد إلغاء الجولة بسبب هذا الحادث. كان مكتب الوزير يتبع كل الشفافية في نقل تفاصيل الحادث إلينا دون مواربه.

محمد_منصور_بين_العمال_السكة_الحديد_Trans2Day
محمد_منصور_بين_العمال_السكة_الحديد_Trans2Day

كانت هذه الحادثة سببا في تنبيه الدولة لخطورة الموقف الحالي للسكك الحديدية، فتحرك البرلمان وشكل لجنة تقصي حقائق ، وصارع الاعلام المرئي والمسموع والمقروء في رصد وتسليط الضوء علي مشاكل السكة الحديدية التاريخية وتحميل الوزير منصور كل هذا الإرث الثقيل.

سر تشفي رجل أعمال في منصور وصراع الشركات

واتذكر جيدا أن أحد رجال الأعمال المشهورين قال لي منتقدا قبول محمد منصور للوزارة، واعتقد انه كان “يتشفي” لأنه كان يرغب في أي منصب وزاري في الحكومة. قال لي لفظا «يستاهل.. ترك رحلات الصيد علشان يتبهدل».

والحقيقة رغم كل المشاكل التي حاصرت الوزير منصور، الا أنه كان مقاتلا مواجها لهذه التحديات، بل واستثمر هذه الحوادث المتكررة وقدم للحكومة خطة إنقاذ عاجلة، تطلبت حينها مليارات الجنيهات. وبالفعل استجابت الحكومة وقامت بالموافقه علي 8 مليارات جنيه وفرت علي الفور منها 3 مليارات، وقامت دولتي قطر وليبيا بمنح 200 مليون دولار لمصر قيمة تكلفه 80 جرار جديد، ليبدأ منصور بعدها تحدي آخر وهو مواجهه لعبه المنافسة وصراع الشركات العالمية عبر وكلائها في مصر للفوز بحصة من هذه الدولارات، حتي ولو بالضغط السياسي علي منصور نفسه ، وهذا ما سوف نكشف عنه في الحلقات القادمة.

صور شخصية

منصور_يحتفل_بتصنيع_السيارة_رقم_مليون
منصور_يحتفل_بتصنيع_السيارة_رقم_مليون
منصور_مع_أسرتة_عقب_تسليم_وسام_فارس_من_ايطاليا
منصور_مع_أسرتة_عقب_تسليم_وسام_فارس_من_ايطاليا
لأبناء_الثلاثة_مع_والدهم_لطفى_منصور
لأبناء_الثلاثة_مع_والدهم_لطفى_منصور

 

لقراءة الحلقات السابقة 

ننفرد بنشر حلقات من كتاب « مسيرتي » لـ الملياردير ورائد الأعمال العالمي وكواليس وأسرار يكشف عنها لأول مرة

منصور: «قلبي انقبض عندما علمت بغرق العبارة، والحادثة لم تجعلني أنام فترة طويلة»

الحلقة القادمة .. رحلة انقاذ السكة الحديد.. وماذا قال مبارك بعد رفض منصور صفقة الجرارات الصينية

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »