قناة السويس للحاويات تقود ميناء شرق بورسعيد في التواجد بين الكبار
كيف تخلب ميناء عمره 25 عاما علي الأزمات وجائحة كورنا وينافس العملاق الصيني والموانيء الاوربية

علي الرغم من تراجع كفاءة الموانىء البحرية بين عامي 2020-2024 بسبب التحديات البحرية الدولية وفي مقدمتها البحر الاحمر وجائحة كورونا ، إلا أن محطة حاويات اي بي مولر ميرسك قادت ميناء شرق بورسعيد لتحتل الترتيب الثالث في تقرير البنك الدولي وشركة S&P GLobal عن أداء موانيء الحاويات في السنوات الاربع الماضية لنحو 403 محطة حاويات.
ورغم حداثة ميناء شرق بورسعيد التي لم تتعدي 25 عاما فقط إلا أنه استطاع يكون الميناء الأول محليا وإقليميًا وينافس كبري الموانيء الصينية والاوربية في مؤشر أداء موانئ للحاويات (CPPI) لعام 2024.

الحكومة المصرية استقبلت تواجد ميناء شرق بورسعيد بحفاوة كبيرة ، معتبرة أن هذه التقييم الدولي من شأنه أن ينعكس علي الاستثمارات البحرية التي تتوسع فيها مصر حاليا.
ترحيب مصري
وقال وليد جمال الدين رئيس المنطقة الاقتصادية لقناة السويس .أن هذا النجاح هو ثمرة التعاون الوثيق معشركاء النجاح من مختلف الجهات المعنية بالدولة، وهيئة قناة السويس التي قدّمت الدعم والتكامل المستمرمع المنطقة الاقتصادية في تحقيق هذا الإنجاز، وشركة قناة السويس للحاويات (SCCT) التابعة لمجموعةA.P. Moller–Maersk، التي لعبت دورًا محوريًا باستثماراتها وخبراتها العالمية في رفع كفاءة الميناءوتطوير بنيته التشغيلية، مؤكدًا أن هذا الإنجاز ليس نهاية الطريق، بل محطة جديدة نحو المزيد منالنجاحات التي تدعم رؤية مصر 2030، وتمثل في الوقت ذاته تأكيدًا على المكانة المحورية لمصر كمركزإقليمي للتجارة واللوجستيات، وخطوة متقدمة نحو تعزيز دور المنطقة الاقتصادية لقناة السويس كبوابةعالمية للتجارة بين الشرق والغرب.

403 محطة حاويات
تقرير البنك الدولي بالتعاون مع شركة S&P Global، مؤشر أداء موانئ الحاويات (CPPI). وهو دراسةشاملة من 79 صفحة تقيم كفاءة 403 محطات حاويات حول العالم.
فيما يستند المؤشر إلى قاعدة بيانات ضخمة تضم أكثر من 175000 رسو سفينة، و247 مليون حركةحاويات. ويركز بشكل خاص على قياس إجمالي الوقت الذي تستغرقه السفينة داخل الميناء.
في حين أنه وفقًا لأحدث نتائج المؤشر لعام 2024، حيث تفوق ميناء شرق بورسعيد علي موانيء عملاقة ،وكانت ايضا لموانئ شرق آسيا، وخاصة الصينية بشكل لافت. حيث هيمنت على المراكز الأولى فيالتصنيفات. مما يعكس مرونة وكفاءة هذه المنطقة في التعامل مع التحديات اللوجستية.
في المقابل، شهدت موانئ جنوب آسيا انتعاشًا ملحوظًا خلال العام الماضي. مما يشير إلى تعافيهاالتدريجي من آثار الاضطرابات. نقلا عن موقع
التحسن ايضا وفقا للتقرير شملت أيضًا موانئ الدول النامية التي حققت تحسنًاكبيرًا في تصنيفاتها بين عامي 2020 و2024.
علاوة على ذلك سلط التقرير الضوء على عدة موانئ حققت أداءً استثنائيًا في هذا الصدد. كان أبرزها ميناءداكار في السنغال، وميناء جواهر لال نهرو في الهند، وميناء مرسين في تركيا. بالإضافة إلى وميناءبوسورجا في الإكوادور. يعكس هذا التحسن الجهود المبذولة في هذه الدول لتطوير بنيتها التحتية البحريةوتحسين كفاءة عملياتها.
موانئ أمريكا الشمالية وأوروبا تحافظ على مستوياتها
كما أنه رغم التحديات الكبيرة التي واجهتها موانئ أمريكا الشمالية وأوروبا. مثل: الضغوط على سلاسلالتوريد، فقد تمكنت هذه الموانئ من الحفاظ على مستوياتها لعام 2023. يشير ذلك إلى قدرتها على التكيفمع الظروف الصعبة. رغم كونها لم تحقق قفزات كبيرة في تصنيفاتها مقارنة ببعض الموانئ الآسيويةوالأفريقية. يعكس هذا الأداء جهود هذه الموانئ في مواجهة الازدحام ونقص العمالة وتأخر الشحنات. ممامكنها من تجنب تراجع كبير في كفاءتها.
وتؤكد نتائج مؤشر أداء موانئ الحاويات أن المنافسة في قطاع الشحن البحري أصبحت أكثر شراسة من أيوقت مضى. وبينما تواصل موانئ شرق آسيا فرض هيمنتها، تبرز الموانئ في الدول النامية كقوة صاعدة،مما يغير ملامح الخريطة العالمية للتجارة البحرية. هذا التطور يفرض على جميع الفاعلين في القطاع البحري الاستثمار بشكل أكبر في التكنولوجيا والابتكار لتحسين الأداء والقدرة التنافسية، لضمان استمرار تدفق التجارة العالمية بسلاسة وفعالية.
المزيد