د. حماد عبدالله يكتب : وسائل النقل العام (هى الحل!!)

لماذا نخترع العجله ؟ بعد أن إستطاع العالم كله من عقود بعيدة إختراعها !!
هل هناك مشكله فى أن نواجه العشوائيات فى “قواعد و نظم و سلوك” الحياه اليومية فى الشارع المصرى بإسلوب علمى , و أن ننقل عن الاخرين ما وصلوا إليه ,وحتى ننهى هذه الفوضى فى الشارع المصرى؟ أزمه المرور فى المدن المصرية ,أصبح سرطان يهدد الإقتصاد الوطنى , ويهدد الأمن والسلم الاجتماعى , من حيث ما يتم من فقد للطاقه , وفقد للنقد الاجنبى ,حيث نعتمد كلياً على إحتياجاتنا من قطع غيار المركبات بجميع أنواعها من الخارج ,بما يمثل هدر للعمله الاجنبيه ، كما أن مصر تستهلك أكثر من 70 % من الطاقة (بنزين ومازوت ) إستيراد و لعل ما يتم فى الشارع المصرى من “ترافيك”, وتستهلك زمن الرحله من إنتظار لساعات فى مشوار لا يزيد مدته الزمنية عن نصف ساعة !!، كل هذا الوقت هو إهدار للطاقة ,ولقطع الغيار وفوق ذلك اعصاب المصريين , وصحتهم !!
أنظر فى الشارع “وتأمل” من يقود سياره فارهه ، أو حتى موتوسيكل ,أو سيارة كارو , و من يقف على الأرصفة لإنتظار (ميكروباص الموت) أو أتوبيس غير ادمى , حتى هؤلاء المشاه الغلابة الذين يصارعون الحيوانات الهادره فى الشارع غير عابئة بالمشاه ,تأمل هؤلاء جميعا سوف تجد العجب , تجد عشوائيات ,وهدر لقيمه الانسان ,”وأراهنك” أن ترصد أحد يبتسم , ,أو ملامحه تدل على أنه مرتاح ، الجميع متوتر ,غاضب ,كاره للحياة!!
و مع ذلك لماذا نذهب بعيداً الى من سبقونا فى “تنظيم قواعد وسلوك” الحياه فى الشارع عندهم ، لماذا لا نعود لمصر نفسها منذ أكثر من خمسون عاماً , حينما كان لدينا ترام, و تروللى باس و شركات نقل خاص مثل (أبو رجيلة ومقار وأمينوبوس) ومترو “حلوان – باب اللوق” فقط, ومترو مصر الجديدة وا لاتوبيسات النهرية.
نعود لهذا الزمن وكيف كان الراكب المصرى يتمتع بعدة أدوات للتعامل مع هذه المركبات , أما بحيازة (لأبونيه) أى كارت مدفوع بديلاً عن (دفع قيمة التذكرة ) وهناك “أبونيه ” درجه أولى “وأبونيه” درجه ثانيه .
و كان هناك مجال لأن يركب المصرى فى وسيله نقل نظيفه و الاهم من ذلك لها مواعيد على كل المحطات ,كان على كل محطة لافته مكتوب عليها رقم المركبه وموعد وصولها ,بالدقيقه ,كان قطار السكه الحديد ,يضبط عليه الناس(ساعاتهم )!!
كانت المواعيد مقدسه كان العاملون فى هذه الوسائل لهم زى خاص حليقى الذقون محترمون ,معروفين لدى الركاب ، و كانت الرقابه عليهم (المفتشون) يصعدون من المحطات المختلفة للتفتيش على الركاب و على مواظبتهم على حصولهم على التذاكر و كان (المنافيستو) مع “الكمسرى” ,و يحدد فيه مواعيد القيام من المحطة الرئيسية ، و مواقيت الوصول إليها ,و إذا حدث تأخير يثبت ذلك حتى يحاسبه المراقب العام للخط نهاية اليوم!! .
كانت وسائل النقل الخاصة , تحترم الإشارات و تسحب التراخيص , ويقوم (الكونستايل) على الطرق بإيقاف سائقى السيارات النقل و الملاكى لكى يسحب تراخيصهم ، و الزام النقل البطىء بالسير يمين الطريق ,و لا تعدى على السرعة المقررة ,رغم عدم وجود ما نعرفه اليوم (بالرادار) ,و كان المجتمع منظم لان الإرادة السياسية فى البلاد موجهة لإحترام الجميع للقانون , ياخسارة حتى القانون فى الشارع المصرى نفتقده اليوم!!.
Hammad_acdc@yahoo.com