د. حماد عبدالله يكتب : «بيرم التونسى» و الشارع المصرى !!

نعانى فى شوارع المحروسة من إفتقادنا “للهارمونى” “للإنسجام” “للأداب” و أقصد ما يسمى بأداب المرور نفتقد فى الشارع المصرى للأمان ،و الإنضباط ، و الرقة ، و الحنان ، و لإشارات المرور الضوئية و للأشجار الخضراء و للرصيف و للأسفلت المنضبط للمبات المضيئة فى فوانيس الإضائة المتهالكة يحاصرنا فى الشارع المصرى عبث الإعلانات على الرصيف تمنع مرور المشاه و الإعلانات الملوثة لواجهات المبانى و الإعلانات القابلة للسقوط من فوق أسطح العمارات فى أهم ميادين القاهرة يحاصرنا فى الشارع المصرى الباعة الجائلين و المفترشين للأرصفة لبيع أشياء تافهة (جوارب) (ملابس داخلية) أى و الله ملابس داخلية على أرصفة شارع “سليمان باشا” و شارع “فؤاد” (الملك) و ميدان الأوبرا يحاصرنا فى تقاطعات الشوارع و أثناء توقف السيارات لفض إشتباك عبثى ذاتياً و ليس عن طريق أى مسئول مرورى حتى و لو عسكرى بدرجة مجند الأمن المركزى يحاصرنا المتسولين بكل الأشكال نساء يحملن أطفال و أطفال يدفعون كبار على قطعة من الخشب ذات عجلات و منهم من يشهر إعاقته يد “مقطوعة” أو رجل “مسلوخة “-أو يحمل بين يديه “كيس بلاستيك” يأتى بخرطوم من جسمه فيه بقايا “دم أو بول” “شيىء مقرف “شيىء مقزز شيىء يدعوا للرعب !! لا يحدث هذا فى أى مكان فى العالم مهما و صلت درجة الفقر بين أبناء شعوبهم ولكن فى مصر مبالغة فى كل شيىء لكن هذا الحصار العصابى”عصابة” يحركه محترفين فى التسول و محترفين فى النشل فمن السهل جداً سرقة سيارتك و أنت بداخلها فقط حينما ينشغل السائق أو من يقود السيارة بأى شيىء سوف يفاجأ بإختفاء حقيبة أو موبايل من داخل السيارة و الشارع المصرى شارع غريب عن أى شارع فى العالم سوف تجد بالشارع سيارة منذ الأربعينيات و الخمسينيات متهالكة و لكنها تسير على الطريق رغم إنتهاء موديلها و إنتهاء عمرها (بأعمار كثيرة) و إنتهاء قطع غيارها من السوق و لكن شطارة (بلية) الميكانيكى أنه يستطيع إنتاج قطعة الغيار من
سبيكة “حديد” أو “ظهر” أو قطعة “كاوتش” سيارات المصريين غيرقابلة للتكهين سوق السيارات (ONE WAY) إتجاه واحد تدخل السوق و لا تخرج أبداً بعكس كل دول العالم لذلك لدينا مشكلة فى خامات صناعة الصلب فى مصر لأن السيارات القديمة هى جزء مهم من خامات صناعة الحديد و الصلب !! و نعود للشارع المصرى حيث السيارة “الهامر” فوق الخمسة ملايين جنيه أو أقل قليلاً بجانب السيارة (القرده) الفيات أو (الأوستن) الإنجليزية أو “الإستروين” من الخمسينيات –بجانب المرسيدس (الأس كلاس) الخمسمائة “و البى إم دبليو” السبعمائة و الخمسون و الأكثر .
كل هذه السيارات بجانب بعضها زملاء على الطريق الذى لا يسمح بمرور أحد لأن إحدى المركبات القديمة قد عطست على الطريق (زفت وقطران) يستنشقه المصريون و ناهيك عن السيارات هناك الحمير و العربات الكارو و أتذكر تلك القطعة الزجلية للمرحوم شاعرنا العظيم بيرم التونسى .
الكارو طول عمرها جالبة علينا العار
و الكل ساخطين عليها من كبار وصغار
و الكل عايزينها تتكسر فى جورة نار
لإمتى فاضلة يا كارو تجرى بالمشوار
و لأمتى نرقع عليكى بالطبول والطار
و اللوم على اللى ركب و لا على الحمار
و مين بعين الرضا ينظر لدى الأقذار
الشعب و لا الوزير و لا إنت يا حكمدار !! عجبى !!
Hammad_acdc@yahoo.com