د. جوليت شاكر تكتب : حكاية لأولادي في الغربة : ويسألوني عن اكتوبر في حكاياتنا

في الحقيقة درست كلمات الإنشاء جيدًا مثل كل طلاب المدارس في صغري عن انتصارات اكتوبر واعتبرت هذا من إجازات الاحتفال في مدارسنا ، نعم مرت الأيام ولم أفكر أن موضوع التعبير وكلام الإنشاء في حصة اللغة العربية انه سيكون ألمي و أنا في الغربة ، وموضوع كلامي لأجيال تتحدث العربية بثقل ولا تحمل هذا الوخز بداخلها أن تنطق أسم بلد فتصاب بموجات من الحنين والزهو والوجع في لحظة !!! ماذا أجاوب ؟!! هل تعرف اكتوبر ؟؟؟ ماذا يحمل فينا ؟؟ يا الله… بماذا تجاوبي وأنتي من عصارة هذا الرمل وخلطة الجنوبالباقي من قبل التاريخ ووخزات إسم هذا البلد قد آلمت هذا الجسد البعيد عن ترابه .
هذا الجسد فقط بعيد بالمكان ولكن كل أطراف روحه تنسج هذا الجسد الذي يرمي بكل طاقاته نحو رمل هذاالكيان عبر البحار والحواجز لكي يتربع كما أجداده فوق أرضه.
اكتوبر المصري غير أي اكتوبر ، «فأكتوبرنا» غير «اكتوبرهم» ، اكتوبرنا كتب بدم النبلاء والشرفاء لهذاالوطن ، اكتوبرنا دفعنا فيه اغلي ما نملك من أبناء كل بيت مصري .. أمل اكتوبرهم دفعوا فيه شعبهمواولادهم لصالح المستعمر الطاحن فوق أرواح شهداءهم ، اكتوبرنا نقطة في التاريخ تضع التاج فوق ارضمصر ،أما اكتوبرهم حذف وجودهم وكتب يوم خروجهم وكشف زيفهم بأبشع صور الفضيحة .
«اكتوبرنا » تجمعت فيه كل اطيافنا تحت علم مصر اكتوبرهم خذلان ذبحوا كل الطوائف وساوموا عليأصحاب الأرض لصالح الوهم زورهم وضح حقائق تاريخنا وأمانة جيشنا
نجاوب ونحكي لاولاد الغربة عن «اكتوبرنا»لا لنعيد حدث فقط او لكتابة سطور من انشاء انظروا جيداحولكم ترون ان وقع ما حدث في اكتوبرنا مازال يحرك كل الشعوب حولنا ،«اكتوبرنا»يجعلنا نزرع في أولادالغربة إنتصاب الزهو لمواجهة انكسار الهوية في عالم تائه بين كثير من التيارات وخلط الأوراق نداويبذاكرة اكتوبر غربتنا ونطبطب علي ألم فراق الارض الغالية ونروي انتصارات جيش وشعب لأكتوبر يتكرر كللحظة نصمد ونكشف فيها ألاعيبهم لسرقة ارضنا .
كذاب من قال أن التاريخ يتكرر ..التاريخ لا يتكرر يذهب إلي العمق هذا التكرار الحلزوني يجعله ينضج قدفهنا دروس الماضي جيدا لا مجال للتكرار نحن اجيال اذكي من ان تنطوي تحت عباءات ليس من طبعنا اوهويتنا .
«اكتوبرهم »أظهر للجميع حقيقتهم ونزع قدسية جهادهم المقدس عنهم وما صدروه من تدين كاذب ايهاالمجاهد الغير مقدس الذي لا يهمك شعبك ولا ارضك انزع عنك هذا الوجه ..الدين ارقي من يتخذ اداة للمصالحوفرص للاقتصاد الدولي فيما بعد الحرب. ولي هذا الزمن ..زمن النعرات، شعوبنا أذكي من ان تدخل هذاالمسرح الغير مقدس والخال من التدين لتكون جزء من صفقاتكم .
«فاكتوبرنا »غير اكتوبرهم اذا سألوك عن اكتوبر .. ذكرهم اننا نستطيع ان نعيده مرات لان ابن هذا الوطنذكرها بأعلي صوت له ”لن نسمح ” لأي كان ان يتعدي حدوده وسنعتبره محتل ومعتدي . يحيا دائما «اكتوبرنا » وسيظل ترابنا مبارك إلي إنتهاء الدهر.