تقرير دولي :- وزن نفايات البلاستيك في البحر المتوسط أكثر من وزن الأسماك خلال 25 عامًا

كشف تقرير دولي أن البحر المتوسط يعد أحد أكثر المناطق تلوثًا بالبلاستيك في العالم. ومن المتوقع أنيتضاعف تسرب البلاستيك إلى البحر بحلول عام 2040 إذا لم يتم تحسين إدارة النفايات بشكل جذري. وتشير الدراسات إلى أنه إذا استمرت الاتجاهات الحالية، فقد يصبح وزن البلاستيك في البحر أكثر من وزنالأسماك خلال 25 عامًا.
وأشار تقرير للاتحاد من اجل المتوسط اليوم الخميس أنه طلق ما يقرب من 730 طنًا من النفايات البلاستيكيةفي البحر الأبيض المتوسط يوميًا. وهذه ليست قضية بيئية ملحة فحسب، بل تمثل أيضًا تحديًا اجتماعيًاواقتصاديًا وصحيًا عامًا، إذ يُعد التلوث البلاستيكي ناقلًا للأنواع الغازية، ويتراكم في شكل جزيئات دقيقةفي الأسماك التي يستهلكها البشر، ويؤثر سلبًا على الصناعات الرئيسية في المنطقة مثل السياحة.
واوضح علي الرغم من أن البحر الأبيض المتوسط يمثل أقل من 1% من مساحة المحيطات العالمية، إلا أنهيؤوي نحو 20% من جميع الأنواع البحرية المعروفة، مما يجعله إحدى أبرز النقاط الساخنة للتنوعالبيولوجي البحري عالميًا. ومع ذلك، فهو موطن أيضًا لأحد أكبر تجمعات التلوث البلاستيكي البحري فيالعالم، مع تسرب نحو 730 طنًا من النفايات البلاستيكية إلى مياهه يوميًا.
تشير التقديرات إلى أنه إذا استمر إنتاج البلاستيك في النمو بمعدل 4% سنويًا، ولم يتم تحسين إدارةالنفايات جذريًا، فقد يتضاعف تسرب البلاستيك إلى البحر بحلول عام 2040، مع احتمال أن يفوق وزنالبلاستيك وزن الأسماك بحلول عام 2050.
ينتج تراكم التلوث في البحر الأبيض المتوسط عن عدة عوامل، منها الكثافة السكانية الساحلية العالية،والسياحة الجماعية، ومحدودية تبادل المياه بسبب طبيعته شبه المغلقة. ويسبب هذا التلوث مخاطر بيئيةوصحية واجتماعية واقتصادية جسيمة لا تزال آثارها قيد الدراسة. ولهذا، يجب أن تركز الجهود الرامية إلىتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة على تعزيز سياسات الاقتصاد الدائري، للحد من استهلاكالبلاستيك وتشجيع استخدام بدائل قابلة للتحلل وأكثر استدامة.
لطالما كان الاتحاد من أجل المتوسط داعمًا قويًا لمبادرات الاقتصاد الأزرق المستدام. ومن أبرز هذه المبادراتالشراكة المتوسطية الزرقاء، وهي صندوق متعدد المانحين أُنشئ بمبادرة من الاتحاد لحشد الاستثمارات فيمشاريع الاقتصاد الأزرق المستدامة في جنوب البحر الأبيض المتوسط ومنطقة البحر الأحمر. ومن المتوقعالإعلان عن مستجدات مهمة لهذه الشراكة الأسبوع المقبل خلال مؤتمر الأمم المتحدة للمحيطات في مدينةنيس.
تشمل مجالات العمل ذات الأولوية الأخرى للاتحاد من أجل المتوسط: التجمعات البحرية، إزالة الكربون،التنوع البيولوجي البحري، الوظائف الزرقاء، والطاقة المتجددة، حيث تم حشد أكثر من 500 مليون يورومنذ الإعلان الوزاري الأول للاتحاد بشأن الاقتصاد الأزرق المستدام في عام 2015.
وصرّح السفير ناصر كامل الأمين العام للاتحاد من أجل المتوسط،
“مع احتفالنا بيوم البيئة العالمي، من الأهمية بمكان أن ندرك أن المد المتزايد للنفايات البلاستيكية لا يمثلقضية بيئية فحسب، بل قضية تؤثر بشكل مباشر على رفاه مجتمعاتنا واقتصاداتنا. إن التحديات العابرةللحدود مثل التلوث البلاستيكي تتطلب حلولًا عبر الحدود. وسيظل الاتحاد من أجل المتوسط داعمًا لمبادرات التعاون الإقليمي التي تعزز التنمية المستدامة وتحمي بحرنا الثمين للأجيال القادمة”