مقالات ودراسات

بقلم رئيس التحرير ـ السير محمد منصور : الشخصية الفريدة في الإدارة والعلاقات الانسانية

تربطني بالوزير السير محمد منصور علاقة طيبة منذ قرابة 20 سنة تقريبا، كنت صحفيا فى بداية حياتي العملية ، أما هو فكان اسمًا مرموقا فى عالم الأعمال وشخصية فريدة فى الإدارة والعلاقات الإنسانية.

عملت صحفيا متخصصا فى مجال النقل سنوات وجاء منصور وزيرا للنقل فى حكومة الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء الأسبق، كنت أشفق على أى شخص يتولى هذه الحقيبة لتعقدياتها خصوصا أن مجال عملها يمس مصالح المواطنين والأمن القومى للبلاد لكن سريعا ما أظهر منصور أثرا إيجابيا بدخوله فى جميع ملفات الوزارة خصوصا هيئة السكك الحديدة التى كانت على حافة الانهيار ومن خلال الاحتكاك مع الوزير أيقنت أنه رجل عمل من الطراز الأول ولا يعرف خطوطا حمراء فى العمل الوطنى.

وشاهدت تأثير الوزير بصورة جلية عندما شعر العاملون فى الوزارة بالحزن الشديد بعد تقديم منصور استقالته في أكتوبر 2009 وإصراره على هذه الخطوة رغم محاولات الرئيس حسنى مبارك رحمه الله والدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء آنذاك لإقناعه بالتراجع عن القرار لاستكمال مسيرة الإصلاح في قطاعات الوزارة كنت أرصد ردود فعل العاملين المرحبة بوجود منصور لكنى تأكدت منها عندما رأيت حزنهم الشديد على رحيله لأنهم لمسوا فيه إنسانية واجتهادا.

أغلبية العاملين فى وزارة النقل كانت تراهن علي فشل منصور في إدارة ملف النقل المستعصي علي الإصلاح بفعل عوامل الزمن والاهمال من قبل الحكومات المتعاقبة لكن قدراته الإدارية التى كانت وراء بناء امبراطورية منصور، وعلاقاته المتميزة مع الحكومة والقيادة السياسية ورؤيته الواضحة وثقة المؤسسات والشركات وسمعته الحسنة فى الداخل وعلى المستوى الدولى أدت لإنقاذ هذا المرفق الحيوى افاستطاع إقناع رئيس الوزراء ووزير المالية بتخصيص 5 مليارات جنيه لإنقاذ السكك الحديدية وهو رقم ضخم فى هذا الوقت كما استطاع بفضل علاقاته الدولية في الحصول على منح من دولتي ليبيا وقطر لشراء 200 جرار واتفق مع البنك الدولي لمساعدته في تطوير الهيئة.
شطارة الوزير “السير منصور” تجلت فى القطاعات الاستثمارية في الوزارة الصعبة حيث نجح في جذب العديد من الاستثمارات الخارجية
وفي جولاته الخارجية وكنت مرافقا له في عدد منها ظهرت قوته كشخصية عالمية منذ لحظة وصوله إلى المطار واستقبال كبار المسؤولين الحكوميين له لمكانته الشخصية قبل الرسمية وقدرته علي التفاوض لمصلحة مصر.
وبعد استقالته .. ظل “منصور “داعما لمصر على المستوي السياسي والاقتصادى وأذكر أنه قدم دعما كبيرا لإنجاز قناة السويس الجديد المشروع الذى دشنه الرئيس عبدالفتاح السيسى فى بداية ولايته حيث قدم جميع معدات شركة كاتربلر لإنجاز المشروع ورفض قبول حصة الوكيل مساندة منه لثورة 30 يونيو.
وفي الشهور الأخيرة اختار منصور إنشاء أكبر مجمع صناعي فى مدينة 6 أكتوبر لإنتاج أول سيارة تحمل شعار “صنع في مصر” لمواصلة مسيرة الأسرة الصناعية التي بدأت منذ مائة عام.
ويمكن أن أواصل سرد مشروعات منصور التى تمثل جزء مهما من قدرات مصر وأن أكتب كثيرا عن الجانب الإنسانى المؤسسى الداعم للمبادرات الشابة والعامة والذى دشنه منذ سنوات .
والسير منصور يواصل من خلال شركة مان كابيتال إل إل بي Mansour Group التى يترأس مجلس إدارتها، والتى تمثل القوة الدافعة وراء الاستثمار العالمي والعمل الخيري والتنمية المستدامة وتمتد قيادته إلى الصناعات والدول والأجيال وبناء إرث يغير الحياة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »