السير «محمد منصور» يكشف في حوار تلفزيوني.. جوانب من رحلته الإنسانية والتحديات والصعاب الاستثمارية
عمل في مطعم بيتزا بعد تأميم شركة والده .. وامريكا وايطاليا وبريطانيا يمنحوه أعلي الأوسمة

السير محمد لطفي منصور، رجل الأعمال المصري وواحد من أبرز وزراء النقل في مصر (يناير 2006 – أكتوبر 2009»، يعد من أبرز الشخصيات الاقتصادية البارزة في العالم، ويرأس مجلس إدارة مجموعة منصور، التي تُعتبر من أكبر التكتلات الاقتصادية في مصر، كما تُقدّر ثروته الشخصية بحوالي 3.3 مليار دولار أمريكي وفقًا لمجلة “فوربس”، ما يجعله أحد أثرى رجال الأعمال في المنطقة.
في حواره مع قناة العربية كشف الكثير من الجوانب في رحلة حياته المليئة بالتحديات والصعاب، خطواته الاستثمارية الجريئة، وهذا جانب من الحوار: –
تُعد رحلة رجل الأعمال المصري محمد منصور واحدة من أكثر قصص النجاح إلهاماً في عالم المال والأعمال، من شاب يعمل في محل بيتزا لتأمين لقمة العيش، إلى واحد من أبرز رجال الأعمال في الشرق الأوسط، أحوال العائلة انقلبت رأساً على عقب بعد قرارات التأميم التي أصدرها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والتي شملت مصادرة ممتلكاتهم، ما دفع منصور إلى الاعتماد على نفسه أثناء دراسته الجامعية في «كارولينا الشمالية».
وُلد السير محمد لطفي منصور في عام 1948 لعائلة تجارية عريقة في الإسكندرية، وشغل منصب وزير النقل في مصر بين عامي 2005 و2009، بدأت رحلة «منصور» العلمية في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث حصل على بكالوريوس في هندسة النسيج من جامعة نورث كارولينا عام 1968، ثم نال درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة أوريجون عام 1971، تلك المؤهلات العلمية مكنته من دخول عالم الأعمال بقوة، لا سيما بعد وفاة والده عام 1976، حيث تولى إدارة مجموعة منصور وبدأ في توسيع نطاق أعمالها بشكل كبير.
وكشف السير «منصور» في الحوار أنه في سن العاشرة، تعرض لحادث سيارة تسبب فيه شقيقه الأكبر وكاد أن يفقد ساقه، غير أن جراحًا شجاعًا تحدى نصيحة رئيس الأطباء ورفض البتر، مما ترك منصور طريح الفراش ثلاث سنوات قبل أن يتعافى تدريجيًا ويتمكن من المشي مرة أخرى، وكانت عائلته أرستقراطية ثرية، ولكن أثناء دراسته الجامعية في الولايات المتحدة، صادر الرئيس جمال عبد الناصر ثروة العائلة وأمّم شركة القطن الخاصة بهم، ما جعله مفلسًا في عمر 18 عامًا.
وقال وهو في أمريكا – انتقل من رفاهية منزل الأخوية إلى شقة صغيرة مكتظة خارج الحرم الجامعي، ونجا بالكاد على وجبات بسيطة من الخبز والبيض لمدة ستة أشهر، كما عمل بوظيفة متواضعة بأجر زهيد في أحد المطاعم لتغطية تكاليف دراسته، وفي سن العشرين، وبعد تخرجه بفترة وجيزة، أصيب بسرطان الكلى، وهو مرض كان نادرًا ما يُشفى منه في ذلك الوقت، لكن التدخل الجراحي السريع والعلاج الإشعاعي أنقذا حياته، ومنذ ذلك الحين، عاش خاليًا من المرض، ليواصل مسيرته التي أصبحت مليئة بالإنجازات والإلهام.
تُدير مجموعة منصور تسعة من أكبر 500 شركة في مصر، وتشمل أعمالها العديد من القطاعات مثل السيارات، المعدات الثقيلة، السلع الاستهلاكية، والتكنولوجيا، المجموعة تُعد الموزع الرئيسي لشركات عالمية مثل شيفروليه، جنرال موتورز، وكاتربيلر، بالإضافة إلى امتلاك امتياز ماكدونالدز وسلسلة مترو ماركت في مصر، كما تمتلك الأسرة 15% من جنرال موتورز مصر.
وعندما تولي حقيبة وزارة النقل في عام 2006، استقال «منصور» من مسؤولياته في المجموعة لتولي منصب وزير النقل، لكنه عاد بقوة إلى الساحة الاقتصادية بعد استقالته من الوزارة في 2009، منذ ذلك الحين، أشرف على تطوير العديد من الشركات الكبرى وأطلق شركة “مان كابيتال” في لندن، التي تُركز على دعم الشركات العالمية برأس مال طويل الأجل.
وفي عام 2009، وضع منصور مبلغ 20 مليون دولار في شركة فيسبوك قبل الاكتتاب العام بسعر 18 دولاراً للسهم الواحد، ولم يكشف متى باع السهم، باستثناء القول إنه كان استثماراً جيداً، وفي العام التالي، بعد انتقاله إلى المملكة المتحدة، حيث لا يزال يعيش، أسس شركة الأسهم الخاصة لعائلته “مان كابيتال”، وفي هذه الأيام، يمثل هذا ما يقرب من ثلث ثروته البالغة 3.3 مليار دولار.
ويمثل وكيل شركة «كاتربيلر مانتراك» ربعاً آخر من ثروته، والباقي في الأصول الشخصية وشركات منصور الأخرى بما في ذلك شركة منصور للسيارات ومان فودز (شركة تشغيل مطاعم ماكدونالدز في مصر)، وشقيقاه يوسف وياسين والذين يديران أجزاء من المجموعة، هم أيضاً مليارديرات، حيث تبلغ قيمة ثروة كل منهم 1.3 مليار دولار و1.2 مليار دولار.
وأشار «منصور» زاوية استثمارية اخري، حيث برز محمد منصور مؤخرًا كرائد في مجال الاستثمار الرياضي، ففي عام 2021، استحوذ على مجموعة “Right to Dream” التي تأسست في غانا عام 1999 بهدف تطوير المواهب الرياضية، وتوسعت المجموعة لتشمل أكاديميات وأندية في مصر، غانا، والدنمارك، وفي 2023، أضاف نادي سان دييجو الأمريكي إلى محفظته الاستثمارية الرياضية، في صفقة قُدّرت بـ 500 مليون دولار، لتصبح الأغلى في تاريخ الدوري الأمريكي.
تُدير مجموعة “Right to Dream” أكاديميات تُركز على تطوير المواهب الكروية من النواحي الفنية والتعليمية، وأنتجت الأكاديميات العديد من اللاعبين الذين تألقوا في أندية أوروبية كبرى مثل أياكس الهولندي وساوثهامبتون الإنجليزي، شارك سبعة من خريجي الأكاديمية في كأس العالم 2022، وهو إنجاز يُبرز نجاح هذه المبادرة.
ويسعى «منصور» إلى تعزيز مكانة مصر في خريطة المواهب الرياضية العالمية، وأعلن عن تأسيس أكاديمية “Right to Dream” في مصر، إضافة إلى استحواذه على نادي “توت عنخ آمون” لكرة القدم للرجال والسيدات، وغير اسمه إلى نادى مسار، هذا الاستثمار يهدف إلى توفير منصات للمواهب المصرية للتألق على الساحة الدولية.
حصل محمد منصور على العديد من الجوائز الدولية تقديرًا لإسهاماته في مجالات الأعمال والمبادرات الخيرية، في 2022، نال الدكتوراه الفخرية من جامعة ولاية نورث كارولينا، وفي 2023، منحه الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا وسام نجمة إيطاليا، واللقب الأهم حصل عليه في 2024، حيث حصل على رتبة فارس (لقب سير) من المملكة المتحدة.