الحيتان في خطر بسبب سرعة السفن

كتبت :- شروق محمود

طالب فريق بحري دولي بتحديد سرعة السفن عند 10 عقدة بحري ( 17 كيلو متر ) في الممرات المائية المزدحمة مثل مضيق جبل طارق أو رأس الرجاء الصالح  وذلك لحماية الحيتان من الاصطدام واندثارها.

وأشارت دراسة علمية حديثة أجراها فريق دولي من الباحثين نتائج مثيرة بشأن حماية الحيتان من خطرالاصطدام بالسفن، وهو السبب الرئيسي لوفيات الحيتان بجانب الصيد.

وأوضحت الدراسة أنه من الممكن تقليل هذه الاصطدامات عبر تنظيم حركة الملاحة البحرية في 2.6% فقط منمساحة المحيطات.

وأضاف الباحثون أن هذه النسبة الصغيرة تشمل مناطق شديدة الأهمية للنقل البحري، مما قد يمثل تحدياًكبيراً لتطبيق هذه التدابير.

وصرحت الدكتورة (جينيفر جاكسون) ، من الفريق المشارك في الدراسة من هيئة المسح البريطاني للقطبالجنوبي،: “هذه الدراسة هي الأولى من نوعها التي تتناول المشكلة على نطاق عالمي، مما يسمح بتحديدأنماط عالمية لخطر الاصطدام باستخدام بيانات حديثة ضخمة لأربعة أنواع من الحيتان المتعافية”.

تهديد عالمي للحيتان

وأصبحت حركة الشحن ظاهرة عالمية متزايدة النشاط، إذ وجد الباحثون أن %92 من الموائل الطبيعيةللحيتان تتداخل مع خطوط الملاحة. وتشمل الأنواع المتأثرة الحيتان الزرقاء والحدباء والزعانف وحيتانالعنبر، وهي أنواع منتشرة في جميع أنحاء العالم.

وأكد الفريق البحثي أن نقاط الخطر الساخنة التي تم تحديدها تتركز بشكل رئيسي على السواحل، حيثتتغذى الحيتان أو تتكاثر، بينما تزدحم السفن بالموانئ القريبة. ومن أبرز هذه المناطق الساحل الجنوبيالغربي للهند، والطرف الجنوبي لأفريقيا، وسواحل البرازيل، ومضيق جبل طارق، بالإضافة إلى ساحلكاليفورنيا.

واوضح الباحثون أن بعض هذه المناطق، خصوصاً قبالة سواحل الدول النامية في الجنوب العالمي، لم تكنمعروفة سابقاً كبؤر خطر. وشددت الدراسة على ضرورة اتخاذ إجراءات إلزامية لتحديد السرعة وتوجيهالمسارات البحرية لتقليل المخاطر.

حماية الحيتان ضرورة بيئية ملحة.

وأشار الباحثون أن فقدان أعداد كبيرة من الحيتان خلال العقود الماضية أحدث تغييرات كبيرة في النظم البيئية البحرية. وأصبح خطر الاصطدام بالسفن يمثل تحدياً رئيسياً في جهود حماية هذه الكائنات. واختتم الفريق قائلاً: “نتائجنا توفر أساساً قوياً لتطوير سياسات إدارية موسعة تهدف إلى الحفاظ على الحيتان الكبيرة”

حلول مطروحة وتأثيرات محتملة

وأصبح من الواضح أن التدابير الطوعية لتحديد السرعة لم تحقق النجاح المطلوب، إذ أظهرت الدراسات السابقة امتثالاً جزئياً فقط من جانب مشغلي السفن. وأوصت الدراسة بفرض تدابير إلزامية تغطي 2.6% إضافية من المحيطات لحماية الحيتان، أو التركيز على 0.6% فقط لتغطية المناطق التي تضم أكثر من نوعمن الحيتان.

واختتم الفريق قائلاً: “إن خسارة أعداد كبيرة من الحيتان أثرت بشكل كبير على النظم البيئية للمحيطات. ونأمل أن توفر نتائجنا أساساً لاتخاذ تدابير شاملة لحماية الحيتان العملاقة”