إبراهيم طه.. يكتب: القطار السريع شريان تنمية ينقل مصر نحو المستقبل

في إطار رؤية مصر 2030، التي تُعدّ خريطة الطريق نحو مستقبل أكثر ازدهاراً، تسير مصر بخطوات ثابتة لتحقيق طموحاتها التنموية، لتكتب بفخر فصلًا جديداً من فصول نهضتها يتجسد في مشروع القطار الكهربائي السريع. هذا الصرح العملاق ليس مجرد قضبان تمتد عبر الصحراء، بل هو شريان حياة ينبض بالحلم، وحلقة وصل بين ماضي مصر العريق وحاضرها المشرق ومستقبلها الواعد.
نقلة حضارية.. اختصار للزمن والمسافة
يُعدّ القطار الكهربائي السريع نقلةً حضارية غير مسبوقة في عالم النقل بمصر. إنه ليس مجرد وسيلةللتنقل، بل هو حلم يتحول إلى واقع ملموس، يختصر المسافات الشاسعة ويحول رحلة الساعات إلى دقائقثمينة. إنه يقدم هدية الوقت للمواطن المصري، ليكون وقته رأس مال ثمين يستثمره في بناء نفسه وأسرتهووطنه.
شبكة متكاملة تصل البحرين وتوحد أنحاء الجمهورية
ووفقا للمعلومات المنشورة على صفحة وزارة النقل بالفيسبوك يوم 29 يوليو 2025 تبدأ الملحمة الكبرى مع الخط الأول لهذه الشبكة العملاقة، الذي يمتد بطول 660 كيلومتراً، ليصل بين العين السخنة على البحر الأحمر ومدينة العلمين ثم مطروح على البحر المتوسط. هذا الخط – الذي يُنفذ بمزيج من الخبرة العالميةوالكفاءة المحلية عبر تحالف يضم سيمنز والمقاولون العرب وأراسكوم – يحقق حلم الربط البري بين البحرين،ليكون بمثابة قناة سويس جديدة على قضبان.
وفي مسيرة البناء التي تقودها الإرادة السياسية الحكيمة، تتحقق إنجازات الأسطول بوتيرة تحكي قصة نجاح وطن لا يعرف المستحيل. فقد شهدت الأشهر الماضية وصول أول قطار إقليمي كرسول يبشر بغد أفضل،ليتوالى بعد ذلك مسيرة التصنيع لتكون هذه الإنجازات بمثابة دماء جديدة تتدفق في شرايين الاقتصادالمصري.

هذه الشبكة العملاقة ليست مجرد مشروع نقل، بل هي شريان تنمية يربط كافة أرجاء الجمهورية، ونسيج متكامل يَحْبك خريطة مصر التنموية. إنها تُحيي المناطق العمرانية والصناعية من حلوان إلى برج العرب،ومن السادس من أكتوبر إلى أسيوط الجديدة. وتُعيد إحياء مسارات السياحة من الجيزة إلى أسوان، وتُعيدرسم خريطة الزراعة من الدلتا الجديدة إلى توشكى.. كما تخلق محاور لوجستية ذكية تصل شمال البلادبجنوبها، وتربط مراكز الإنتاج ببوابات التصدير، وتوصل مناطق الإنتاج بمراكز الاستهلاك، في حلقةمتكاملة تضع مصر على خريطة الاقتصاد العالمي.
إنها رؤية تنموية شاملة تترجم إيمان القيادة السياسية بأن التنمية الحقيقية هي التي تصل إلى كل شبرفي ربوع مصر، وتلمس حياة كل مواطن، وتفتح آفاقاً جديدة للاستثمار والعمل، في مسيرة لا تعرف إلاّخطوة إلى الأمام.
أرقام تُحدث الفارق

وتُوَاصل إنجازات الأسطول مسيرتها بخطوات ثابتة، فقد شهدت الأشهر الماضية وصول أول قطار إقليمي إلى أرض مصر، ليكون إنجازاً جديداً يُضاف إلى سجل الإنجازات. كما تم الانتهاء من تصنيع 15 قطاراً إقليمياً من إجمالي 34 قطاراً مخطَّط لهم، إلى جانب الانتهاء من تصنيع 5 قطارات سريعة من إجمالي 15 قطاراً مخطَّط لهم، مع وصول أول قطار سريع إلى محطات مصر. وتتويجاً لهذهالمرحلة الإنتاجية، اكتمل تصنيع 14 جرار بضائع بالكامل، مما يمثل نقلة نوعية في تطوير أسطول النقل.
تقنيات دقيقة وإنجازات تتحدى الزمن
تتحرك أعمال البناء والتركيب بوتيرة مذهلة، حيث يتم تركيب كيلومترين من القضبان يومياً بدقة عالية، فيمشهد يعبر عن عزم مصر على دخول عصر التكنولوجيا الفائقة بكل ثقة.
إلى جانب بناء القضبان، تضع الدولة بناء الإنسان في مقدمة أولوياتها.. فمن خلال برامج تدريب مكثفة، يتمتأهيل الكوادر المصرية الشابة لقيادة هذا الصرح العملاق، في تأكيد على أن الاستثمار في العقل البشريهو ركيزة التقدم الحقيقية.

قاطرة المستقبل تسير على أرض مصر
يا سادة.. بكل فخر واعتزاز، أتوجه بتحية إجلال للإدارة السياسية التي تقود بروح عظيمة مسيرة البناء والتطوير، مشهود لها بالجهود الجبارة التي تبذلها من أجل رفعة هذا الوطن.. فهنيئاً لمصر بقيادة تضععينها على المستقبل، وقلبها على حاضر المواطن، وتعمل بلا كلل لتحقيق طموحات هذا الشعب الأبيّ.. فالقطار الكهربائي السريع هو قصة نجاح مصرية ترويها الأرقام، وتؤكدها الإنجازات على الأرض. إنهالبوابة الذهبية التي تعبر منها المحروسة إلى مستقبل أكثر إشراقاً، حيث تتحول الصحراء إلى جناتخضراء، والمدن الجديدة إلى مراكز إشعاع حضاري.. إنه رسالة أمل تعلو صافرة قطاراتها لتقول: مصر تسيربخطى واثقة، وتكتب بقوة إرادتها فصلاً جديداً من المجد.
موضوعات مرتبطة
إبراهيم طه.. يكتب: أنفاق سيناء قرار استراتيجي يرسخ السيادة المصرية



